للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول: وضع للتقوية نحو: أجمعون، أكتعون، أبصعون، أتبعون، وأن وإن بالفتح والكسرن ولام التأكيد نحو إن زيدا لقائم.

الثاني: ما وضع لمعنى إنشائي، ويقع به التأكيد في الاستعمال من غير أن يكون وضع له نحو قولنا: زيد قائم، ونحو ذلك، فإن هذه الألفاظ لم توضع إلا للإنشاء.

الثالث: كل كلمة زائدة في الكلام نحو: (الكاف) في قوله تعالى: (ليس كمثله شيء) [الشورى: ١١]

و (الباء) في قوله تعالى: (وكفى بالله شهيدا) [النساء: ٧٩].

و (ما) في قوله: (فبما نقضهم ميثاقهم) [المائدة: ١٣].

و (لا) في قوله تعالى: (لا أقسم بهذا البلد) [البلد: ١].

وهو كثير في الكتاب والسنة ولسان العرب.

قال ابن جني: جميع ذلك للتأكيد وبسط كلامه، فقال: أصل التأكيد في لسان العرب إعادة الكلام الأول بعينه، ثم اختصرت العرب الكلام، فأقاموا مقام [إعادة] الجملة اسما واحدا نحو: أجمعون، أو حرفا واحدا نحو: إن زيدا قائم.

فإذا قلنا: إن زيدا لقائم، فهو تقدير ثلاث جمل: زيد قائم، زيد قائم، زيد قائم؛ لأن "إن" لجملة، "واللام" لجملة، وأصل الكلام، صارت الجمل ثلاثا.

وإذا قلنا: (كفى بالله شهيدا) فهو تقدير جملتين: كفى بالله شهيدا،

<<  <  ج: ص:  >  >>