للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما قلنا: الخلق نفس المخلوق، بمعنى أنه أمر ذهني لا خارجي، فهو في الحقيقة متواطئ باعتبار ذلك الأمر الذهني لا مشترك.

ويؤكد ذلك أنه يطلق على ما لا يتناهى من الموجودات، والمشترك لا تكون مسمياته غير متناهية، ولا يطلق على غير المتناهى من غير احتياج لوضع جديد إلا المتواطئ، فلفظ الوجود والشيء متواطئ، على تقدير تفسير الوجود بأنه نفس الموجود.

قال الإمام في (المباحث المشرقية): اتفق الناس على أن الشاعر لو قال في رؤية الموجود مرارا كثيرا كان إيطاء وإعادة لعين المعنى الأول، واتفقوا على جواز تكرار اللفظ المشترك في الروى، باعتبار تعدد المعاني، فللشاعر أن يقول: زيد ذهبا، وانتقدت الذهبا، ولا يكون إيطاء، فدل على أن لفظ الوجود غير مشترك لما تقدم بيانه أنه موضوع لمعنى ذهني.

تقرير

قوله: (المقدمتين الباطلتين).

معناه: أنا نمنع أن الألفاظ متناهية، والمعاني غير متناهية، ومستند المنع ما تقدم من أن الكل من باب واحد، إما أن يكونا غير متناهيين، أو متناهيين على اختلاف تفسير غير المتناهي، فهو يشير لما تقدم من السؤال.

قوله: (المعاني التي لا تتناهى لا تخطر ببالهم).

يريد لا يتصورون ما لا غاية له على التفصيل إذا فسر ما لا يتناهى بمسلوب النهاية، أما بالتفسير الآخر، وهو ما له غاية لا يجب الوقوف عندها، كما في نعيم أهل الجنة، ومقدورات الله تعالى فيمكن تصورهم له.

تقرير

قوله: (لا نسلم أن الألفاظ العامة ضرورية في اللغات).

يؤيده أن اللغة قد تترك مثل هذا، وقد تقدم في أنه لا يجب أن يكون لكل

<<  <  ج: ص:  >  >>