للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (زيادة البيان قد تكون لتقوية حال المذكور، وقد تكون لتقوية الذكر إلى قوله: ذكرنا الفرق في كتاب الإعجاز).

قلت: الفرق أن قولنا: زيد يشبه الأسد لا يدل التشبيه إلا على أصل الشجاعة، من غير مبالغة.

وإذا قلنا: زيد أسد كان اللفظ يقتضي أنه لعظم شجاعته صار نفس الأسد، وهذا أوقع في نفس السامع.

قوله: (تقوية حال المذكور هو المجاز، الذي يذكر للتوكيد).

تقريره: أنا نقول: فلان ذكي يشقق الشعر.

فقولنا: يشقق الشعر، لم ترد به الحقيقة، بل المجاز للمبالغة، والتأكيد لقوة ذهنه، كأنه يعبر به في أجزاء الشعر فيفرقه، وكذلك قوله تعالى {بل هم في شك منها}] النمل: ٦٦ [، جعل الشك ظرفا مجازا عن تأكيد شكهم، أي: عظم شكهم حتى أحاط بهم، كما يحيط الظرف بالمظروف، وهو كثير.

(سؤال)

جعل هذا القسم لتقوية حال الذكر دون المذكور لا يتجه؛ فإن التقوية أبدا إنما تكون في نسبة المسند للمسند إليه، فالتقوية أبدا إنما تكون النسبة لا للفظ، فتقسيمه التقوية للذكر والمذكور لا يتجه.

قوله: (تردد آلام الجهالات، ولذات العلوم كالنفس تكون كالدغدغة النفسانية).

يريد سببه ما يحصل من حك الأجسام في الجرب، والرمد، وقرص القمل، وغيره، فإن المادة الجربية تفرق اتصال الجسم، وهو ألم، والمر

<<  <  ج: ص:  >  >>