للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلبه عن الرجل الشجاع، وهذه خاصية الحقيقة والمجاز، وكذلك قولهم: اللفظ يستعمل في الحيوان المفترس، بغير قرينة، ولا يستعمل مع الرجل الشجاع إلا مع القرينة، وكذلك جميع الخواص يذكرونها، ولا يذكرون الحدود، ولا بقولون: اللفظ حقيقة في كذا، ولا مجاز في كذا.

(تنبيه)

اعلم أن اسم الحقيقة قد يسلب عنها، فلا يعبر بذلك؛ لأنه ليس بنقض

على ما تقدم كقوله عليه السلام: (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي

يملك نفسه عند الغضب)، فقد سلب اسم الشدة عن الذي يصرع الناس مع أنه شديد حقيقة، وكذلك قوله تعالى: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون} (البقرة: ١٨) مع أنهم يبصرون ويسمعون، وكذلك قوله تعالى: {إنهم لا إيمان لهم} (التوبة: ١٢)، مع أنهم حلفوا، ونظائره كثيرة في الكتاب، والسنة.

ومعناه: ليس الشديد الذي تنفعه شدته عند الله تعالى، فهو نفي للشدة النافعة.

قوله: (إنما لم يسبق اللفظ إلى فهم السامع؛ لأنه اضطر من قصد الواضعين إلى أنهم وضعوا ذلك اللفظ لذلك المعنى).

عليه سؤالان:

<<  <  ج: ص:  >  >>