للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حنيفة: إذا كان (١) لأحدهما عليه خمس خشبات وللآخر أربع فهو بينهما نصفان.

وإذا كان حائط بين داري رجلين، وجه البناء إلى أحدهما، وإلى الآخر ظهر البناء، فإن أبا حنيفة قال: هو بينهما نصفان.

وإذا كان خُصّ (٢) بين داري رجلين فادعاه كل واحد منهما والقُمُط (٣) من قبل أحدهما، فإن أبا حنيفة قال: هو بينهما نصفان. وقال أبو يوسف ومحمد في الخص والحائط هو للذي القمط إليه وللذي إليه داخل البناء.

أبو يوسف عن دَهْثَم بن قُرَّان عن يحيى بن أبي كثير قال: اختصم رجلان في حظيرة بينهما، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذيفة بن اليمان يقضي بينهما. قال: فقضى حذيفة لمن كان القمط إليه، ثم أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فأمضى ذلك (٤).


(١) ف: إن كان.
(٢) والخُصّ: بيت من قصب. انظر: المغرب، "خصص".
(٣) قال المطرزي: القُمُط جمع قِمَاط: شُرُط الخُصّ التي يوثق بها، جمع شريط: وهو حبل عريض ينسج من ليف أو خُوص. وقيل: القُمُط: هي الخشب التي تكون على ظاهر الخُصّ أو باطنه، يشد إليها حَرَادِيّ القصب. وأصل القَمْط الشدّ، يقال: قَمَطَ الأسير أو غيره، إذا جمع يديه ورجليه بحبل، من باب طلب. انظر: المغرب، "قمط".
(٤) روي من طريق دهثم بن قران عن عبد الله بن أبي سعيد الأنصاري عن حذيفة قال: اختصم قوم في حظائر بينهم، فبعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقضيت للذي وجدت معاقد القمط تليه. فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته. فقال: "أصبت". قال البيهقي: تفرد بهذا الحديث دهثم بن قران اليمامي، وهو ضعيف. واختلفوا عليه في إسناده فروي هكذا، وروي من وجهين آخرين. فعن دهثم بن قران ثنا عقيل بن دينار مولى جارية بن ظفر عن جارية بن ظفر: أن دارأ كانت بين أخوين، فحظرا في وسطها حظاراً، ثم هلكا وترك كل واحد منهما عقبا، فادعى عقب كل واحد منهما أن الحظار له من دون صاحبه. فاختصم عقباهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - يقضي بينهما، فقضى بالحظار لمن وجد معاقد القمط تليمى ثم رجع فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أصبت". قال دهثم: أو قال: "أحسنت". وعن دهثم بن قران عن نمران بن جارية بن ظفر عن أبيه قال: جاء قوم يختصمون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في خص، فبعث معهم حذيفة،=

<<  <  ج: ص:  >  >>