للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال: والله يا بني، ما إياك أردت بها. فاختصمنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: "يا يزيد لك ما نويت، ويا معن لك ما أخذت" (١). قال محمد: قد جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك مجزياً عن يزيد، وجعله لمعن، فكذلك نقول (٢).

ولو أن رجلاً توضأ في ليلة مظلمة في سفر، ثم قام عامداً إلى الصلاة فصلى ولم تحضره (٣) نية حتى ضَلَّ (٤) في تحري القبلة، فلما قضى صلاته علم أنه صلى لغير القبلة، فإنه يعيد صلاته. وإن كان حين فرغ لم يدر (٥) أصلى إلى القبلة أم إلى غيرها، فإن كان أكبر (٦) رأيه أنه صلى إلى القبلة فصلاته تامة، وإن كان أكبر (٧) رأيه أنه صلى إلى غير القبلة أعاد صلاته. وإن لم يكن له في ذلك رأي، أو كان قد ركب فمضى عن ذلك الموضع، فلم يَجْرِ (٨) له رأي في تحري قبلة ولا غيرها، فصلاته تامة؛ لأنه حين قام عامداً إلى الصلاة حتى دخل فيها فصلى فهو عندنا على تحري القبلة حتى يعلم غير ذلك. ولو كان حين انتهى إلى موضع الصلاة شك فلم يدر أين القبلة، فلم يتحرّ أكبر رأيه حتى مضى فصلى إلى بعض تلك الوجوه بغير تحرِّ ولا أكبر رأي حتى فرغ من صلاته، فعليه أن يعيد صلانه، إلا أن يعلم أنه صلى للقبلة. فإن كان أكبر (٩) رأيه أنه صلى للقبلة إلا أن ذلك إنما كان منه بعد دخوله في صلاته لم تجزه تلك الصلاة حتى يستقبلها بتكبير مستقبل؛ لأنه


(١) صحيح البخاري، الزكاة، ١٥؛ وسنن الدارمي، الزكاة، ١٤؛ والسنن الكبرى للبيهقي، ٧/ ٣٤.
(٢) م: يقول.
(٣) جميع النسخ: ولم تحضرة؛ ط: ولم يحضره. والتصحيح من الكافي، ١/ ١٢٧ ظ.
(٤) ج ر م ق ط: حتى صلى. وعبارة الحاكم: ولم تحضره نية في تحري القبلة حتى صلى. انظر: الكافي، ١/ ١٢٧ ظ.
(٥) م: لم يدري.
(٦) م: أكثر.
(٧) م: أكثر.
(٨) ج ر م ط: فلم يجز. ولفظ الحاكم: وإن لم يتوجه له رأي. انظر: الكافي، ١/ ١٢٧ ظ.
(٩) م: أكثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>