للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصفحت سؤالك، الواقع في بطن هذا الكتاب، ووقفت عليه.

والسؤال: هل الخمر محرمة العين، أو محرمة الذات، سؤال فاسد لأن عين الخمر هو ذاتها؛ فمن المستحيل أن يحرم أحدهما دون الآخر وكذلك السؤال: هل الخمر محرمة العين أو محرمة لسبب، سؤال فاسد أيضا اذ لا يستقيم أن يسأل عن علة تحريمها الا بعد المعرفة بتحريمها.

فمسالتك ترجع إلى أسئلة:

احدها: هل الخمر محرمة العين أم لا؟

والثاني: هل تحريمها لعلة، أو عبادة لغير علة؟

والثالث: السؤال عن العلة ما هي؟

والرابع: السؤال عن الدليل عن صحة العلة.

الخمر محرمة العين.

فتقول: إن الخمر محرمة العين، محرمة الذات، والدليل على تحريم عينها وذاتها الذي هو عينها، الكتاب والسنة واجماع الأمة.

فاما الكتاب فقوله عز وجل: {انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان، فاجتنبوه} [سورة المائدة الآية: ٩٠]

فأمر عز وجل باجتناب الخمر وأمره بذلك على الوجوب، والفرض عند جميع المسلمين وأخبر انها من عمل الشيطان وعمل الشيطان حرام وقال الله عز وجل: {انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله، وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} [سورة المائدة الآية: ٩١]

فتوعد عز وجل على استباحتها بقوله: فهل أنتم منتهون ولا خلاف فيما توعد الله على فعله: أنه حرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>