للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلك الفضل - أدام الله عزك - في مراجعتنا بما تراه في ذلك مأجورا مشكورا، إن شاء الله تعالى.

الجواب عليها: تصفحت سؤالك هذا، ووفقت عليه، وعلى ما سألت فيه من معنى اللفظة الواقعة في حديث ابن عباس، وهي قوله فيها: " أهجر "، فهي لفظة وقعت في حديثه، على ما روى عنه سعيد بن جيبر، من أنه قال: " يوم الخميس، وما يوم الخميس لِلَّهِ ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، قال: فقلت: يا ابن عباس، وما يوم الخميس؟ قال: اشتد بالنبي، عليه السلام، وجعه، فقال: ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا، لن تضلوا بعده أبدا، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ماله أهجر؟ استفهموه، فقال: دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ". الحديث.

فالهجر الهذيان في المرض، يقال: هجر، وأهجر، بمعنى هذى، وقيل: هجر إذا هذى، وأهجر إذا قال الهجر، وهو الخنا. وقد قريء الحديث: " ماله أَهَجَر؟ ". " وماله أَهْجَر؟ " على اللغتين جميعا. في الهجر الذي هو الهذيان.

والصحيح في الرواية، الذي به يستقيم تأوي الحديث، على ما يصح أن يحمل عليه: " ماله أهجر؟ " بصيغة الاستفهام، والمراد به التقرير، بمعنى النفي، لأن الأَوْلى تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى، وإن كان لا نقيصة فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>