للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحديث المالكية أولى؛ إذ ليس فيه إضافة الصحابة إلى النقص، وحديث الحنفية فيه إضافة الصحابة إلى النقص، وهو الاشتغال عن الصلاة بالضحك برجل أعمى تردى في مهواة، وذلك/ ٣٣٠/ ضد ما كانوا عليه من الإقبال على الصلاة والخشوع فيها، وهو أيضًا ضد ما وصفهم الله تعالى به من التراحم والتعاطف، حيث قال: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (١)، وقال: {رُحَمَاءَ بَيْنَهُمْ} (٢) (٣).

وانظر قوله: (أو يتضمن نفي النقص عن (٤) الصحابة)، فإنه غير مطابق، فإن خبرنا نحن المالكية ليس فيه نفي النقص عن الصحابة، وإنما فيه عدم إضافة النقص إليهم، وعدم إضافة النقص إليهم أعم من نفيه عنهم، والدال على الأعم غير دال على الأخص.

فلو قال: أو لا يتضمن إضافة النقص إلى الصحابة لكان أولى (٥).


= وأخرجه الدارقطني في سننه عنهما وعن ابن سيرين ومعبد الجهني. وأخرجه عن أبي المليح عن أبيه، وهذا لو صح إسناده لكان مرفوعًا، لكن إسناده لا يصح، فانظر: سنن الدارقطني ١/ ١٦١ - ١٧١، وانظر بحاشيته التعليق المغني للعظيم آبادي، وانظر: مجمع الزوائد ١/ ٢٤٦، ٢/ ٨٢، والمهواة: بفتح الميم وسكون الهاء، وهي موضع في الهواء مشرف ما دونه، ويطلق على الحفرة، والمطمئن من الأرض مهواة: انظر: اللسان مادة: (هوا). ولم أجد هذا اللفظ في ألفاظ هذا الحديث التي رأيتها.
(١) المائدة: ٥٤.
(٢) الفتح: ٢٩.
(٣) انظر: شرح المسطاسي ص ٢٣٠، من مخطوط مكناس رقم ٣٥٢.
(٤) "على" في ط.
(٥) انظر: شرح المسطاسي ص ٢٣٠، من مخطوط مكناس رقم ٣٥٢.