للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفقه (١) وذكر النووي أن ممن استعمل ذلك الإمام أبو بكر البيهقي (ت ٤٥٨هـ) (٢)، وآخرون. وقال: وكان جماعة من متقدمي أصحابنا إذا رأوا مسألة فيها حديث ومذهب الشافعي خلافه، عملوا بالحديث وأفتوى به قائلين: مذهب الشافعي ما وافق الحديث)، وبين أن ذلك كان نادراً (٣) وفي كلام ابن برهان ما يدل على أنه يذهب إلى ذلك. قال: (فإن قال: فما قولكم فيمن وجد نصاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم- يخالف مذهب الشافعي- رضي الله عنه-؟ قلنا يجب عليه أن يأخذ بذلك، لأن مذهبه) (٤) وذهب بعض الحنفية إلى مثل ذلك، فقد ذكر ابن الشحنة [٨٩٠هـ] (٥) في شرحه


(١) = راجع في ترجمته: وفيات الأعيان ٢/ ٤٤٨، وطبقات الشافعية الكبرى ٤/ ٢٨١، وشذرات الذهب ٤/ ٨، والأعلام ٤/ ٣٢٩، والفتح المبين ٢/ ٦.
() أدب المفتي والمستفتي ص ١١٨.
(٢) هو أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي الخراساني البيهقي الشافعي. كان محدثاً من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد الله في الحديث، كما كان فقيهاً تتلمذ في ذلك على يد أبي الفتح المروزي. غلب عليه الحديث فاشتهر بذلك. رحل إلى العراق والجبال والحجاز وغيرها طالباً للعلم والحديث. عرف بالزهد والقناعة، وكانت وفاته في نيسابور في سنة ٤٥٨هـ، ونقل تابوته إلى بيهق ودفن فيها.
من مؤلفاته: السنن الكبرى في الحديث، والمبسوط في فقه الشافعي، والجامع المصنف في شعب الإيمان، ومناقب الشافعي، ومناقب أحمد، وله كتاب في الخلافيات سلك فيه طريقة أصولية حديثة مستقلة جمع فيها المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة.
راجع في ترجمته: وفيات الأعيان ١/ ٥٧، وشذرات الذهب ٣/ ٣٠٤، وطبقات الشافعية الكبرى ٣/ ٣، والفتح المبين ١/ ٢٤٩، ومعجم المؤلفين ١/ ٢٠٦.
(٣) المجموع ١/ ٦٤ وانظر أصل ذلك في أدب المفتي والمستفتي ص ١١٨.
(٤) الوصول إلى الأصول ٢/ ٣٥٨.
(٥) هو أبو الفضل محمد بن محمد الحلبي الملقب بشمس الدين والمعروف بابن الشحنة. كان فقيهاً وأصولياً ومحدثاً. ولي قضاء حلب وانتقل إلى مصر وعمل فيها، ثم نفي إلى بيت المقدس، ثم أذن له في العودة إلى حلب، فعاد إليها، ثم ذهب إلى مصر فعاد إلى وظيفته السابقة وهي كتابة السر وأضيف إليه قضاء الحنفية أيضاً، ثم صرف عنه، وقد تعرض إلى شدائد ومحن، وأصيب في آخر عمره بالفالج، وأصابه ذهول. توفي سنة ٨٩٠هـ.

<<  <   >  >>