للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الملاحظ على وصف هذه الطبقات وبيان بعض رجالها، أنه نعت طائفة من عمالقة الفكر والفقه الحنفي بالتقليد، وبأنهم لا يقدرون على الاجتهاد أصلاً، وجعل تلاميذ الإمام أبي حنيفة المشهورين أبا يوسف ومحمد بن الحسن وغيرهما، من المجتهدين في المذهب المقلدين لإمامهم في الأصول، وإن خالفوه في بعض الفروع.

وقد أثار ذلك طائفة من متعصبي الحنفية، فحملوا على هذا التقسيم والترتيب، ونعتوا ابن كمال باشا بأنه ليس أهلاً لهذا اللقب- أي ابن الكمال- وأن بضاعته في الفقه مزجاة (١). وكان من أشد هؤلاء هارون بن بهاء الدين المرجاني (ت ١٣٠٦هـ) (٢) في كتابه (ناظورة الحق في فرضية العشاء، وإن لم يغب الشفق)، والشيخ محمد زاهد الكوثري (ت ١٣٧١هـ) (٣) في كتابه (حسن التقاضي في سيرة الإمام أبي يوسف


(١) الوجيز في استنباط الأحكام للدكتور محمد عبد اللطيف الفرفور ٢/ ٥٣٩.
(٢) هو هارون بن جمال الدين القازاني الحنفي الملقب بشهاب الدين ولد في مرجان من قرى قازان في روسيا وفيها توفي سنة ١٣٠٦هـ فقيه أصولي وله مشاركة في عدد آخر من العلوم.
من مؤلفاته: حزامة الحواشي لإزالة الغواشي وهي حاشيته على كتاب التوضيح لصدر الشريعة.
راجع في ترجمته: الأعلام ٨/ ٦٠، معجم المؤلفين ١٣/ ١٢٨.
(٣) هو الشيخ محمد زاهد بن الحسن بن علي الكوثري. من فقهاء الحنفية في العصر الحديث وهو من أصل جركسي. ولد ونشأ في قرية من قرى اسطنبول، وتفقه في جامع الفاتح، وتولى التدريس فيه ثم شغل رئاسة مجلس التدريس، ووكالة المشيخة الإسلامية، وعين أستاذاً في جامعة اسطنبول ومعهد التخصص.
ترك تركيا بعد استيلاء الكماليين عليها، وتنقل بين مصر والشام، واستقر آخر عهده في مصر، وتوفي في القاهرة سنة ١٣٧١هـ/ ١٩٥٢م.
من مؤلفاته: تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب، وحسن التقاضي في سيرة أبي يوسف القاضي، والمدخل العام لعلوم القرآن، وقرة النواظر في آداب المناظر وغيرها.
راجع في ترجمته: الأعلام ٦/ ١٢٩، ومعجم المؤلفين ١٠/ ٤.

<<  <   >  >>