للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا خطاماً, ولا قلائد ولا يستعين بذلك فى الثمن. وقال عبد الملك فى الهدى يعطب قبل بلوغ المحل: له أن يبيعه.

قوله: (فَإِنَّ الْجَمِيعَ مُخْتَصٍّ بِالْفَقِيرِ) ظاهره العموم فى الأربعة المستثناة على الوجه الذى ذكره, وهو صحيح, وإلا فى هدى التطوع إذا عطب قبل محله فإن إباحته غير مختصة بالفقير, وهو مباح لكل من كان مباحا له لو بلغ محله إلا سائقه, وتأكل منه الرفقة, لما فى الصحيح: "وخل بين الناس وبينه". وفى حديث آخر فى الصحيح: "ولا تأكل منها أنت ولا أحد من رفقتك". ولم يقل به الجمهور للحديث الأول, وأخذ به أبو ثور, وهو ظاهر لقبول زيادة العدل.

وَفِى هَدْىِ الْفَسَادِ قَوْلان

المشهور جواز الأكل؛ لأنه لنقص فى حج أو عمرة, والشاذ فى الموازية, وخرج اللخمى عليه منع الأكل فيما سيق لو صم فى حج أو عمرة. وفيه نظر؛ لاحتمال أن يقال بذلك فى الفساد فقط ردعا له.

وَيَنْحَرُ هَدْيَ التَّطَوُّعِ إِذَا عَطِبَ قَبْلَ مَحَلِّهِ وَتُلقَى قَلائِدَهُ فِى دَمِهِ, وَيَرْمِى جُلِّهَا وَخِطَامَهَا, وَيُخَلِّي بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَهَا فَإِنْ أَمَرَ أَحَداً بِأَخْذِ شَيْءٍ مِنْهَا فَعَلَيْهِ الْبَدَلُ, وَسَبِيلُ الرَّسُولِ كَصَاحِبهَا, وَلا يَضْمَنُ ...

لما فى الموطأ فى الذى بعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه قال: يا رسول الله كيف أصنع بما عطب من الهدى؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل بدنة عطبت من الهدى انحرها, ثم الق قلائدها فى دمها, ثم خل بينها وبين الناس يأكلونها".

قال: وهو هدى تطوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>