للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث السادس

في بيع السفيه

الفرع الأول

في تعريف السفيه

تعريف السفه (١):

السفه في الاصطلاح: السفه ضد الرشد، قال الحنفية في تعريفه:

خفة تبعث الإنسان على العمل في ماله بخلاف مقتضى العقل (٢).

وقال الباجي المالكي: «وأما السفيه فهو الذي لا معرفة له بحفظ ماله ووجه إصلاحه ... » (٣).


(١) سَفِهَ سَفَهًا مِنْ بَابِ تَعِبَ، وَسَفُهَ بِالضَّمِّ من باب كرم، سَفَاهَةً فَهُوَ سَفِيهٌ. وَالأُنْثَى سَفِيهَةٌ، وَالْجَمْعُ سُفَهَاءُ.
وَالسَّفَهُ: نَقْصٌ فِي الْعَقْلِ، وَأَصْلُهُ الْخِفَّةُ. وَسَفِهَ الْحَقَّ جَهِلَهُ.
وَسَفَّهْتُهُ تَسْفِيهًا: نَسَبْتُهُ إلَى السَّفَهِ. أَوْ قُلْتُ لَهُ: إنَّهُ سَفِيهٌ.
وقد سَفِهَ حِلْمَه ورأْيَه ونَفْسَه سَفَهًا سَفاهًا سَفاهة: حمله على السَّفَهِ.
وقال بعضهم: سَفُه وهي قليلة.
وقوله: سَفِهَ نَفْسَهُ، وغَبِنَ رَأْيَه، وبَطِرَ عَيْشَه، وأَلِمَ بَطْنَه، ووَفِقَ أَمْرَه، ورَشِدَ أَمْرَه، كان الأَصلُ سَفِهَتْ نفسُ زيد ورَشِدَ أَمْرُه فلما حُوِّل الفعل إِلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه؛ لأَنه صار في معنى سَفَّهَ نَفْسَه بالتشديد؛ هذا قول البصريين والكسائي. انظر لسان العرب (١٣/ ٤٩٧).
(٢) حاشية ابن عابدين (٣/ ٢٣٩).
(٣) المنتقى (٦/ ١٠٧)، وبقية كلام الباجي: «وهل يراعى في ذلك أن يكون معه فسق في دينه أم لا؟ قال أشهب: لا ينظر إلى سفهه في دينه إذا كان لا يخدع في ماله، وبه قال ابن القاسم.
وحكى ابن حبيب عن مطرف وابن الماجشون في المولى عليه لا يدفع إليه ماله حتى يحكم به بالرشد في الحال والمآل وهذا عندنا في إزالة الحجر عنه وأما في رده إلى الحجر فلا يراعى فيه فسقه وهو قول المدنيين من أصحابنا وقول الحسن البصري.
وجه قول أشهب أن الصلاح في الدين معنى لا يراعى في الحجر عليه فلم يراع في حفظه كحفظ القرآن ووجه قول ابن الماجشون أن الصلاح في الدين أولى بالاعتبار، وبه يعلم إصلاحه للمال».

<<  <  ج: ص:  >  >>