للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحجرة؛ من أواني الطيب والكتب الكثيرة، قال: وقد عرض عليَّ بعض الكتب التي تلقى هناك فإذا هي مشتملة على الشرك الأكبر؛ فبعضهم يسأل المغفرة والرحمة من النبي Object، وبعضهم يسأل منه أن يهب له الأولاد، وبعضهم يطلب منه تيسير النكاح إذا تعسر عليه، إلى غير ذلك من الأمور التي يفزعون فيها إلى النبي Object وينسون الخالق المالك المتصرف، فاطر السموات والأرض، الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه، وهو المعطي المانع، النافع الضار، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ [فاطر: ١٣ - ١٤]، وقال تعالى لنبيه محمد Object: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران: ١٢٨]، وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴾ [الجن: ٢١]، وقد عكس المشركون هذا الأمر، فزعموا أن الرسول Object يملك لهم الضر والرشد والإعطاء والمنع، وهذا عين المحادة لله ولرسوله Object.

قال ابن غنام رحمه الله تعالى: ويَكَلُّ اللسان عما يُفعل عند قبر حمزة والبقيع وقباء من ذلك القبيل.

قلت: وقد ذكر لنا أن لهم في كل سنة مجمعا عظيما عند قبر حمزة Object يضاهي في كثرته مجمع عرفات، وذلك في اليوم الثاني عشر من شهر رجب؛ يخرج إليه أهل المدينة كلهم رجالهم ونساؤهم، والخوالف من