للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكنهم يبقون أهل صنائع الـ … ـدُّنيا لأجل مصالح الأبدان

فغدا على سيف التتار الألف في … مثل لها مضروبة بوزان

وكذا ثمان مئينها في ألفها … مضروبة بالعد والحسبان

حتى بكى الإسلام أعداه اليهو … دُ كذا المجوس وعابدو الصلبان

فشفى اللعين النفس من حزب الرسو … ل وعسكر الإيمان والقرآن

فانظروا أيها المسلمون إلى شدة عداوة الفلاسفة والرافضة للإسلام وأهله، وخبث طويتهم، وكيدهم للمسلمين، وطلبهم الغوائل لهم والشرور، حتى أوقعوا بهم هذا الأمر الفظيع الذي لم يؤرَّخ في الإسلام أشنع ولا أبشع منه، فهذا دليل على أن انتسابهم إلى الإسلام كذب محض، ومكر وخديعة، ليفعلوا بالإسلام مثل ما فعله بولص بالنصرانية، ولهذا قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: ليس الفلاسفة من المسلمين.

ونقل عن بعض أعيان القضاة في زمانه أنه قيل له: ابن سينا من فلاسفة الإسلام؟ فقال: ليس للإسلام فلاسفة.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: الفلاسفة اسم جنس لمن يحب الحكمة ويؤثرها، وقد صار هذا الاسم في عرف كثير من الناس مختصا بمن خرج عن ديانات الأنبياء، ولم يذهب إلا إلى ما يقتضيه العقل في زعمه، وأخص من ذلك أنه في عرف المتأخرين اسم لأتباع أرسطو، وهم المشاؤون خاصة، وهُم الذين هذَّب ابن سينا طريقتهم، وبسطها وقررها، وهي التي يعرفها، بل لا يعرف سواها المتأخرون من المتكلمين. انتهى.