للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسبب الميسر، القابض الباسط، الخافض الرافع، المعز المذل، الذي إن شاء جعل في الأسباب منفعة لصاحبها، وإن شاء جعل فيها مضرة له، وإن شاء أعطاه، وإن شاء حرمه، فلم ينتفع بعمله وأسبابه، وكل ذلك جار على وفق الحكمة البالغة، وما قدره الرب وقضاه قبل أن يخلق هذا العالم بخمسين ألف سنة، وهذا مما ينكره صاحب الأغلال وأضرابه من الزنادقة والملاحدة والقدرية الذين هم مجوس هذه الأمة.

وما أشبه صاحب الأغلال وأضرابه بالذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ﴾ [الأنعام: ١١٢ - ١١٣]، وقال تعالى: ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [فاطر: ٨]، وقال تعالى: ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ [النحل: ٢٥].

وقد تقدم في حديث حذيفة أن القدرية شيعة الدجال، وأسباب خروجه، وحق على الله أن يلحقهم بالدجال ويمحقهم، وقد تقارب الزمان، وكثرت الفتن، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه، وآن خروج المسيح الدجال قائد اليهود والخوارج