للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخيل إليهم أشياء من العجائب والغرائب، مثل أن يريهم أنه يقطع بعض أعضائه أو أعضاء غيره ثم يردها إلى حالتها الأولى، ويريهم أنه يجرح نفسه جروحًا موحية يسيل منها الدم الكثير ثم تبرأ في الحال ولا يبقى لها أثر، ويريهم أنه يقطع رأس غيره ثم يرده في موضعه، ويريهم أنه يمشي على الماء ويدخل النار ويبتلع الجمر، ويدخل ويخرج من المنافذ الضيقة جدا وفي بطون الحيوانات، ويغرز العصا الدقيقة في الأرض ويرقى فوقها، وربما نكس نفسه عليها فكان رأسه مما يلي العصا ورجلاه من فوق، ويريهم الإنسان في صورة الحيوان، والحيوان في صورة الإنسان، والجماد في صورة المتحرك والمتحرك في صورة الساكن، ويريهم الشيء الكبير جدًا بغاية الصغر، والصغير جدًا بغاية الكبر، إلى غير ذلك من الإيهامات التي لا حقيقة لها في نفس الأمر، وإنما هي مخرقة وتخييل على العيون لا غير، وهذا من أخبث أنواع السحر، وهو سحر سحرة فرعون، قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾ [الأعراف: ١١٦]، وقال تعالى: ﴿يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: ٦٦].

وروى البخاري رحمه الله تعالى في تاريخه، عن أبي عثمان النهدي قال: كان عند الوليد رجل يلعب، فذبح إنسانًا وأبان رأسه فعجبنًا، فأعاد رأسه، فجاء جندب الأزدي فقتله.

ورواه أبو بكر الخلال، عن عبد الله ابن الإمام أحمد، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، عن أبي إسحاق، عن حارثة قال: كان عند بعض الأمراء رجل