للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشروع إلى قرب قيام الساعة.

وفيها الرد على صاحب المقال وأشباهه، من المثبطين الذين يُرغِّبون المسلمين في مسالمة أعداء الله تعالى ومتاركتهم أبدًا، موافقة لما تقتضيه الحرية الإفرنجية، التي قد فشت في أكثر الأقطار الإسلامية، وعظم شرها وضررها على الشريعة المحمدية، فالله المستعان.

وأما قول صاحب المقال: إن الإسلام لا يجيز مطلقا أن يتخذ المسلمون القوة من سبل الدعوة إلى دينهم، فهو كذب منه على الإسلام، يرده قول الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ [الأنفال: ٦٠]، ويرده أيضًا آية السيف وغيرها من الآيات التي أمر الله فيها بقتال المشركين وأهل الكتاب، فإن كل آية منها تقتضي الأمر باتخاذ القوة للقتال؛ لأن القتال لا يُستَطَاع بدون القوة، فالأمر بها ضمنًا، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، كما هو مقرر عند الأصوليين، والله أعلم.

ويرده أيضًا ما رواه الإمام أحمد، ومسلم، وأهل السنن إلا النسائي، عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله وهو على المنبر يقول: «﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي».

ويرده أيضا ما تقدم قريبا من حديث ابن عمر أن رسول الله قال: «بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك