للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع قوله - صلى الله عليه وسلم -: «خذوا عني مناسككم» (١).

وعن عمرو بن ميمون الأودي رحمه الله قال: «شهدت عمر رضي الله عنه صلى بجمع (٢) الصبح ثم وقف فقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، ويقولون: أشرق ثبير (٣) وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خالفهم ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس» (٤).

وعلى هذا فالسنة للحاج ألا يدفع من مزدلفة إلا بعد طلوع الفجر اقتداء بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم -.

ولا خلاف بين أهل العلم: في جواز تقديم الضعفة وكبار


(١) انظر: تخريجه فيما سبق من هذا البحث.
(٢) جمع: هي المزدلفة؛ ولها ثلاثة أسماء: المزدلفة والمشعر الحرام وجمع، سميت جمعًا لأن آدم عليه السلام وحواء لما أهبطا اجتمعا بها.
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٢٨٦) (جمع) المسالك في المناسك (١/ ٥٣١) المغني (٥/ ٢٨٣) خالص الجمال (٢١٩).
(٣) ثبير: اسم جبل معروف بمكة، من أعظم جبالها، بالمزدلفة على يسار الذاهب منها إلى منى، وعلى يمين الداخل من مني إلى مكة، سمي ثبيرًا برجل من هذيل اسمه ثبير مات في ذلك الجبل فعرف الجبل به، كانت الشمس تشرق من ناحيته، فخاطبوه بهذا القول؛ كأنهم يقولون أدخل أيها الجبل في شروق الشمس؛ أي: طلوعها لنسرع إلى النحر. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٢٠٢) معجم البلدان (٢/ ٨٥، ٨٦) (ثبر) تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ١/ ٤٦) المسالك في المناسك (١/ ٥٤٩، ٥٥٠).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٤٠٧) كتاب الحج، باب متى يدفع من جمع (١٦٨٤).

<<  <   >  >>