للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - حين بعثه إلى اليمن: "ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. . ." الحديث (١).

[فصل في صفة الدعوة قبل القتال وأقسامها]

وصفة الدعوة لهم مختلفة، وهي على أقسام، وكلها راجع إلى أن يدعو إلى الرجوع عن الوجه الذي به كفروا.

فمشركو قريش مقرون بالألوهية، وأن الله خلقهم، ويجعلون له شريكًا، وينكرون النبوة؛ فيدعون إلى الرجوع عن هذين، وأن يقروا أنه إله واحد، وبالرسالة (٢).

وأما اليهود فمن كان منهم مشركًا يقول: عزير ابن الله، ومنكرًا أن يكون نبينا - صلى الله عليه وسلم - أرسل إليهم؛ فيدعون إلى الرجوع عن هذين الوجهين.

ومن كان مقرًّا بأن الله إله واحد منكرًا للرسالة إليهم؛ دعوا إلى الإقرار أنه مرسل إليهم.

والنصارى منكرة للوحدانية وللرسالة، فيدعون إلى الرجوع إلى أنه إله واحد، وإلى الإقرار بالرسالة.

والمجوس منكرة للألوهية والرسالة، فيدعون إلى الإقرار بهذين الوجهين (٣).

والصابئون يعبدون الملائكة، وينكرون الرسالة، وقوم يقرون بالألوهية،


(١) سبق تخريجه في كتاب الزكاة الأول، ص: ٨٥٧.
(٢) انظر: النوادر والزيادات: ٣/ ٤٤.
(٣) انظر: النوادر والزيادات: ٣/ ٤٣، ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>