للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أشهب: هو حر بنفس إسلامه، فإن أسلم سيده بعده؛ لم يكن له فيه شيء. وإن أعتقه؛ لم يكن له ولاؤه. وإن اشتراه منه مسلم؛ كان كالفداء، يتبعه بما اشتراه به (١).

وقد اشترى أبو بكر الصديق من المشركين بلالًا، بعدما أسلم وأعتقه، وذكر البخاري عن عمر (٢): أنه كان يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا، يعني: بلالًا.

وقال بلالٌ لأبي بكر: إن كنت اشتريتنى لنفسك فأمسكنى، وإن كنت اشتريتني لله -عز وجل- فَدَعْنِي وعمل الله (٣).

ولا خلاف أنه إن فرَّ إلينا بعد إسلامه وقبل إسلام سيده وقبل أن يعتقه؛ أنه حر؛ لأنه غنم نفسه. وإن أسلم سيده بعد ذلك، وخرج إلينا، لم يكن له عليه سبيل.

فإن نزل المسلمون بموضعه، فخرج إليهم قبل الفتح؛ كان حرًا، ولا سبيل لأهل الجيش عليه.

واختلف إذا لم يخرج حتى وقع الفتح ودخل المسلمون عليهم، فقال ابن القاسم: هو حرّ (٤).

وقال ابن حبيب: هو رقيق لذلك الجيش (٥).


(١) انظر: المدونة: ١/ ٥١٠.
(٢) في (ب): (ابن عمر).
(٣) أخرجه البخاري: ٣/ ١٣٧١، في باب مناقب بلال بن رباح مولى أبي بكر - رضي الله عنهما -، من كتاب فضائل الصحابة، في باب، برقم (٣٥٤٥).
(٤) انظر: المدونة: ١/ ٥١٠.
(٥) انظر: النوادر والزيادات: ٣/ ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>