للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين منزلتين.

ومحمل من فُقِدَ في بلده في زمن الطاعون أو في بلدٍ توجَّه إليه وفيه طاعون على الموت، وذكر بعضُ أصحابِ مالك أن الناس أصابهم سنةً بطريق مكةَ سعالٌ وكان الرجل لا يسعل إلا يسيىرًا حتى يموت، فمات في (١) ذلك عالَمٌ، ففقد ناس (٢) ممن خرج إلى الحج فلم يأت لهم خبر حياة ولا موت، فرأى مالكٌ أن تُقَسَّم أموالهُم (٣)، ولا يضرب لهم أجل المفقود ولا غيره، للذي بلغه من موت الناس من ذلك السعال.

وكذلك الشأن في أهل البوادي في الشدائد ينتجعون من ديارهم إلى غيرها من البوادي، ثم يُفقدون- أنهم على الموت، وقد علم ذلك من حالهم إذا توجهوا (٤) إلى البلد الذي يمضون إليه أنه (٥) تلحقهم الضيعة والموت (٦)، وقال ابن القاسم في عبد فُقِد فأعتقه سيده ثم مات ابنٌ له حرٌّ من امرأةٍ له حرةٍ فلا يوقف ميراثه ولكن يعطى لورثته الأحرار حميل (٧). وقال في كتاب محمد: والقياس أنه مثل الحر المفقود (٨).

وقوله: أن يدفع لورثته بحميل (٩) أحسن؛ لأنهم الورثة في الأصل،


(١) في (ش ١): (من).
(٢) قوله: (ناس) في (ش ١): (أناس).
(٣) قوله: (أموالهُم) في (ح): (مواريثهم)، وفي (ش ١): (أموالهم لنسائهم).
(٤) قوله: (توجهوا) في (ح): (توصلوا).
(٥) قوله: (أنه) ساقط من (ح)، وفي (ش ١): (أنهم).
(٦) انظر: المدونة: ٢/ ٤٠.
(٧) قوله: (بحميل) في (ب): (محملًا). وانظر: المدونة: ٢/ ٣٣.
(٨) انظر: المدونة: ٢/ ٣٣، والنوادر والزيادات: ٥/ ٢٥١
(٩) في (ب): (محملًا)، وفي (ش ١): (بحملاء).

<<  <  ج: ص:  >  >>