للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أذن للعشاء في صحن المسجد أذانًا ليس بالعالي، فيتنفل من أحب (١). وقوله في المدونة: في العشاء يصلونها وعليهم إسفار قليل (٢) أحسن؛ لأن تقديمها قبل ذلك لم تدع إليه ضرورة، وتأخيرها عن الإسفار تأخير عن وقت الضرورة، ويؤدي إلى الانصراف في الظلمة، وأما في المغرب فَهُم بالخيار بين أن يصلوها إذا غابت الشمس؛ لأنه الوقت الأفضل ولم تدعُ ضرورة إلى تأخيرها عنه، أو يؤخرونها لتجمع مع العشاء.

ومحمل قول مالك أنها تؤخر عن الوقت الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصليها فيه، وفي الصحيحين (٣) عن رافع بن خديج قال: "كُنَّا نَنْصَرِفُ مِنَ الصَّلاَةِ، وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَرَى مَوَاقِعَ نَبْلِهِ" (٤) فأما اليوم فالشأن تأخيرها، فمن جمع اليوم في الوقت المعتاد أجزأه من التأخير.

واختلف فيمن صلى المغرب في بيته ثم أتى المسجد وقد صلوا المغرب أيضًا، فقال ابن القاسم: يجمع معهم (٥). وقال مالك في المختصر: لا يجمع (٦). والأول أحسن؛ لأن الوجه أن تقدم الصلاة لأجل فضيلة الجماعة على فضيلة الوقت.


(١) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٢٦٥.
(٢) انظر: المدونة: ١/ ٢٠٣.
(٣) في (ب): (في الصحيح).
(٤) متفق عليه، أخرجه البخاري: ١/ ٢٠٥، في باب وقت المغرب من كتاب مواقيت الصلاة في صحيحه، برقم (٥٣٤)، ومسلم: ١/ ٤٤١، في باب بيان أن أول وقت المغرب عند غروب الشمس، من كتاب المساجد ومواضع الصلاة، برقم (٦٣٧).
(٥) انظر: المدونة: ١/ ٢٠٤. والنوادر والزيادات: ١/ ٢٦٦.
(٦) انظر: المختصر الصغير بشرح البرقي، لابن عبد الحكم، لوحة رقم: [١٧ / ب].

<<  <  ج: ص:  >  >>