للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب في قسمة الطريق والجدار والبئر والمأْجَل (١) والحمَّام والدار الصغيرة

وإذا اقتسم الشريكان دارًا وأبقيا الطريق شركة بينهما، ثم دعا أحدهما إلى القسمة أو مقاواته لم يكن ذلك؛ لأن قسمته فساد وقد رضيا ببقائه بينهما، إلا أن يكون واسعًا إن قسم صار لكل واحد منهما طريق على المعتاد لمثل الدار فيقسم.

واختلف في قسمة الجدار يكون بين الدارين، فقال ابن القاسم: يقسم إذا لم يكن في ذلك ضرر (٢).

وقال أشهب في مدونته: لا يقسم؛ لأن في قسمته ضررًا على من أبى وليس منه شيء إلا وله فيه مرفق (٣) يضع فيه خشبة ويضرب فيه وتده ويربط إليه دابته (٤).

قال ابن القاسم: وإن كان لكل واحد منهما عليه جذوع (٥) تقاوياه ولم يقسم (٦)، وليس هذا بالبين؛ لأن الحمل الذي عليه لا يمنع القسم كما لا يمنع


(١) المَأْجَلُ: بفتح الجيم مُسْتنقَع الماء، والجمع المآجل، والمأْجَل شبه حوض واسع يُؤَجَّل: أَي يجمع فيه الماء إِذا كان قليلًا، ثم يُفَجَّر إلى المَشارات والمَزْرَعة والآبار. انظر: لسان العرب: ج ١١/ ١١.
(٢) انظر: النوادر والزيادات: ١١/ ٩٧.
(٣) في (ق ٦): (حق).
(٤) انظر: النوادر والزيادات: ١١/ ٢٢٥.
(٥) في (ق ٦، ف): (جذع).
(٦) انظر: النوادر والزيادات: ١١/ ٢٢٥، ولفظه فيها: (وإن كان لهذا عليه جُذُوعٌ ولهذا عليه جُذوعٌ لم يُقسم. قال ابن القاسم: وليتقاوياه).

<<  <  ج: ص:  >  >>