للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يعتكف في بيت القناديل (١)؛ لأنها لا تُدْخَلُ إلا بإذن، ولا على ظهر المسجد (٢)، ولا في صومعته. واختلف فيما سواه من المسجد على ثلاثة أقوال: فقال في المدونة: يعتكف في عجز المسجد وفي رحابه (٣). وقال ابن وهب عنه: لم أره إلا في رحبة المسجد. وقال في المجموعة: لم أره إلا في عجز المسجد. والقول الأول أحسن، وذلك واسع يعتكف حيث شاء من المسجد (٤).

واختلف إذا اعتكف في رحبة المسجد، هل يَضرِبُ خباءً يكون فيه؟ فأجاز ذلك في المدونة (٥). وقال ابن وهب عنه: لم أسمع أنه ضرب خباءً يبات (٦) فيه. والأول أحسن، وقد ضرب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبية يعتكفن فيها: عائشة، وحفصة، وزينب (٧). وقال أبو سعيد الخدري: "أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - صبيحة عشرين، فقوض الذين اعتكفوا معه أبنيتهم. . ." الحديث (٨). ولأن


(١) قوله: (القناديل) ساقط من (س).
(٢) انظر: المدونة: ١/ ٣٠٠.
(٣) انظر: المدونة: ١/ ٢٩٤، قال فيها: (ولا بأس أن يعتكف رجل في رحاب السجد).
(٤) قوله: (حيث شاء من المسجد) يقابله في (س): (كيف شاء).
(٥) انظر: المدونة: ١/ ٢٩٨.
(٦) قوله: (يبات) ساقط من (س).
(٧) متفق عليه، أخرجه البخاري: ٢/ ٧١٥، في باب اعتكاف النساء، من كتاب الاعتكاف في صحيحه، برقم: (١٩٢٨)، ومسلم: ٢/ ٨٣٠، في باب متى يدخل من أراد الاعتكاف في معتكفه، من كتاب الاعتكاف، برقم (١١٧٢).
(٨) لم أقف على لفظه، و (قوض) يقابلها في (ر): (ضرب)، وكذا في (س)، وفي هامش (ب) بعد قوله: (أبنيتهم): (فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني رأيت ليلة القدر، ورأيت كأني أسجد في ماء وطين" أخرج هذين الحديثين البخاري ومسلم).
ولا محل له بالنظر لسياق المسألة وإن كان صحيحًا من حديث أبي سعيد، دون ما هو مثبت فهما حديثان الأول من حديث عائشة - رضي الله عنها -، والثاني من حديث أبي سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>