للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن عباس (١) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك، وكل هذه الأحاديث أخرجها البخاري، وقد تضمنت اختصاصها بالعشر الأواخر، وأنها تختص بالوتر منها، ولا تختص بليلة منها، وأنه يصح أن تكون ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، ولو كانت تختص بليلة إحدى وعشرين- لم يصح أن تلتمس فيما بعد ذلك إلى آخر الشهر، ولا يصح أيضًا القول أنها تختص بليلة ثلاث وتلتمس فيما بعد، ولا في سبع وتلتمس في تسع، ولولا أنه يصح وجودها فيما بعد الإحدى وعشرين لم يكن لقوله: التمسوها في العشر. جملة وجه.

ومما يدل على أنها تختلف أوقاتها ما رواه أبو سعيد الخدري أنها كانت في سنة (٢) ليلة إحدى وعشرين، وما رواه عبد الله بن أنيس أنها كانت ليلة ثلاث وعشرين. ويرد على القائل أنها تختص بليلة إحدى وعشرين بحديث عبد الله بن أنيس أنها كانت ليلة ثلاث، وبحديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "التَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ" (٣). فقد أعرى ليلة إحدى وعشرين منها. ويرد على القائلين أنها ليلة ثلاث وعشرين بحديث أبي سعيد، وحديث عائشة. ويرد على القائلين أنها ليلة سبع وعشرين


(١) أخرجه البخاري: ٢/ ٧١١، في باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، من كتاب صلاة التراويح في صحيحه، برقم (١٩١٧).
(٢) قوله: (في سنة) ساقط من (س).
(٣) متفق عليه, أخرجه البخاري واللفظ له: ٦/ ٢٥٦٥، في باب التواطؤ على الرؤيا، من كتاب التعبير في صحيحه, برقم (٦٥٩٠)، ومسلم: ٢/ ٨٢٢، في باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها وأرجى أوقات طلبه, من كتاب الصيام، برقم (٢٠٥/ ١١٦٥)، ومالك في الموطأ: ١/ ٣٢٠، في باب ما جاء في ليلة القدر، من كتاب الاعتكاف، برقم (٦٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>