للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسناد، وصححه ابن حبان. (١)

ومعنى يريبك يقال: رابه يريبه وأرابه يريبه ريبة، وهي الشك والتردد.

فمفاد الحديث: إذا شككت في شيء فدعه إلى ما لا شك ولا ريب فيه.

أي إذا شككت في حل شيء وحرمته والتبست عليك الأمور ولا مرجح فدع ما شككت فيه فهو أَسلم لدينك؛ لأَن ترك ما يشك فيه أصل عظيم في الورع.

وقد روى الترمذي من حديث عطية السعدي (٢) مرفوعاً: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس".

وقال الخطابي (٣): كل ما شككت فيه فالورع اجتنابه وهو على ثلاثة أقسام: واجب ومستحب ومكروه: فالواجب ما يستلزمه ارتكاب المحرم - أي أن يكون الشك في حل شيء وحرمته. والمندوب: اجتناب معاملة من أَكثر ماله حرام، والمكروه اجتناب الرخص المشروعة على سبيل التنطع (٤).


(١) كشف الخفاء ج ١ ص ٤٠٦. وموسوعة أطراف الحديث لزغلول جـ ٥ ص ١٤ والمقاصد الحسنة ص ٢١٤ حديث رقم ٤٩٠.
(٢) عطية بن عروة السعدي - ويقال ابن سعد - من سعد بن بكر بن هوازن صحابي نزل الشام روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أحاديث. تهذيب التهذيب جـ ٧ ص ٢٢٧.
(٣) حمد بن محمَّد بن إبراهيم الخطابي البستي أبو سليمان من نسل زيد بن الخطاب - رضي الله عنه - له معالم السنن شرح سنن أبي داود وغيره - توفي في بلدة بست سنة ٣٨٨ هجري. الأعلام جـ ٢ ص ٢٧٣ مختصراً.
(٤) فتح الباري جـ ٤ ص٢٩٢، بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>