للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تضمنت قواعد الشريعة في المأمورات والمنهيات.

فقوله سبحانه: {خُذِ الْعَفْو} دخل فيه صلة القاطعين، والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين.

ودخل في قوله: {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} صلة الأرحام وتقوى الله في الحلال والحرام وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار.

وفي قوله {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الحض على التعلق بالعلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة الأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة.

وهذه الآية هي الجامعة لمكارم الأخلاق. قال جعفر الصادق (١): أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق في هذه الآية، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية (٢).

٤ - ومنها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} (٣)


= عبد الله، من كبار المفسرين من أهل قرطبة رحل إلى الشرق واستقر بمصر وتوفي بها سنة ٦٧١ هـ من كتبه "الجامع في أحكام القرآن" الأعلام جـ ٥ صـ ٣٢٢ مختصراً.
(١) جعفر الصادق هو: جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي الهاشمي القرشي، أبو عبد الله كان من أجلاء التابعين. أخذ عنه العلم أبو حنيفة ومالك، مولده ووفاته بالمدينة توفي سنة ١٤٨ هـ. الأعلام جـ ٢ صـ ١٢٦ مختصراً.
(٢) الجامع لأحكام القرآن جـ ٧ صـ ٣٤٤ - ٣٤٧، نظم الدرر جـ ٩ صـ ٢٠٣، الدر المنثور جـ ٣ صـ ٢٨٠.
(٣) الآية ١ من سورة المائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>