للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول: الذين رووا عنه الحديث فقط.

الثاني: الذين رووا عنه الفقه إلى جانب الحديث.

الثالث: الخواص من رواة الفقه الذين عليهم العمدة في نقل المذهب إلى دور التدوين.

• الصنف الأول من الرواة عن أحمد:

وهم الذين رووا عنه الحديث فقط، وربما سمعوا منه الفقه والمسائل، لكنهم لم يُعرفوا بحمله للناس، والعناية بتدوينه. وهؤلاء عددهم كثير جدًا، قد أحصى منهم أصحاب التراجم عددًا لا بأس به، ويقي الآخرون لا نعرف عنهم شيئًا.

قال الحسين بن إسماعيل: "سمعت أبى يقول: كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء على خمسة آلاف أو يزيدون، أقل من خمسمائة يكتبون والباقي يتعلمون منه حسن الأدب وحسن السَّمت" (١).

فقد حظي الإمام أحمد بشيوخ كُثر، كما حظي بتلاميذ كثُر، وليس ذلك إلا لما حباه الله -عَزَّ وَجَلَّ- وأولاه من العناية والرعاية، فكرمه بنفس زكية طيية، مسجاة بأخلاق عالية، وعقل حصيف راجح، فيه النباهة والنجابة والفهم، وذاكرة حافظة نادرة يقضى منها العجب. ثم إن الله سبحانه قد بسط له القبول في الأرض، وكنب له المحبة في قلوب العباد (٢).

• الصنف الثاني من الرواة عن أحمد:

وهم الذين رووا الفقه عنه إلى جانب الحديث، وعددهم أيضًا كثير، وقد حاول العليمي أن يحصيهم (٣) في "المنهج الأحمد" فذكر (٥٧٨) ترجمة، ثم قال:

"وقد انتهى ذكر أسماء أصحاب الإمام أحمد - رضي الله عنهم -، وهم الطبقة الأولى الذين عاصروه، وتفقهوا عليه، ورووا عنه، وعدتهم خمسمائة وثمانية وسبعون (٥٧٨)


(١) المناقب، ص ٢٧١.
(٢) يراجع تفصيل ذلك في البابين التاسع والتاسع عشر من "المناقب" لإبن الجوزي، والخصلتين الرابعة والثامنة من الخصال التي ذكرها ابن أبي يعلى في "الطبقات" (١/ ١٤ - ١٦).
(٣) وأول من كتب في إحصاء أصحاب الإمام أحمد هو أبو بكر الخلال (ت ٣١١ هـ) وابن المنادي (ت ٣٣٦ هـ). ويوجد من الأول قطعة محفوظة في "الظاهرية" برقم ٣٨٣ ضمن مجموع برقم ١٠٦.