للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقوله: لنا: كذا، أو: دليلنا: كذا، أو: نصرة اختيار أصحابنا: كذا. وعند اختلاف الرواية يقول: وجه الأولى: كذا، ووجه الثانية: كذا، ثم يسرد الأدلة مرتبة، وهي: الكتاب، ثم السُّنة، ثم القياس والمعقول.

ويمتاز أبو الخطاب بإطالة النفس في إيراد اعتراضات الخصوم، بقوله: فإن قيل: كذا، ثم يرد عليها بقوله: قلنا: كذا. يعرض ذلك كله في دقة وتمحيص ووضوح في الأسلوب، فكان مصداقًا لقول ابن رجب فيه: "كان أبو الخطاب - رضي الله عنه - فقيهًا عظيمًا، كثير التحقيق، وله من التحقيق والتدقيق الحسن في مسائل الفقه وأصوله شيء كثير جدا" (١).

وتبرز أهمية كتاب "الإنتصار" في النواحي التالية:

١ - أنه يُعدُّ مصدرًا من مصادر معرفة خلافيات أبي الخطاب واختياراته داخل المذهب الحنبلي.

٢ - أنه معتمد كثير من فقهاء الحنابلة في صرفة الخلاف في المسائل الفقهية بين الأئمة، ومعرفة دليل الحنابلة، وقد عوّل عدد كبير من العلماء في تصانيفهم على كتاب "الإنتصار" وخاصة ابن رجب في "القواعد".

٣ - أنه مصدر من مصادر معرفة الراجح من الخلاف في المذهب. وقد ألمح إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه (٢).

وبالجملة: فإن هذا الكتاب يُعدُّ ذخيرة علمية، لولا أنه ناقص، فهو قد حوى خلاصة لآراء الأئمة الأربعة وغيرهم في أمهات المسائل الخلافية، كما أنه تضمن نصوصًا من كتب تعتبر حاليًا في حكم المفقودات، مثل "سنن هبة الله الطبري" و"علل الحديث" للساجي وغيرها (٣).


(١) الذيل ١/ ١٢٠.
(٢) مجموع الفتاوى ٢٠/ ٢٢٧.
(٣) مقدمة تحقيق كتاب الطهارة من "الإنتصار" ص ٧٢.