للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلميذه الناصح ابن الحنبلي: كانت تعليقة الخلاف على ذهنه (١).

وقد صرف ابن المنّي همته طول عمره إلى الإهتمام بالفقه أصولًا وفروعًا، مذهبًا وخلافًا، اشتغالًا وإشغالًا، ومناظرة. وتصدر للتدريس والاشتغال والإفادة، وطال عمره، وبَعُد صيته، وكان مثابة للطلاب من مختلف البلاد، وتخرَّج على يديه أئمة كثيرون من أمثال: المقادسة: الموفق صاحب "المغني"، والحافظ عبد الغني، وأخوه العماد، والبهاء عبد الرحمن. والناصح ابن الحنبلي، وغيرهم من الشاميين والحرّانيّين والعراقيين، حتى قال الناصح ابن الحنبلي: وفقهاء الحنابلة اليوم في سائر البلاد يرجعون إليه، وإلى أصحابه. وعلق عليه ابن رجب بالقول: وإلى يومنا هذا الأمر على ذلك: فإن أهل زماننا إنما يرجعون في الفقه من جهة الشيوخ والكتب إلى الشيخين: موفق الدين المقدسي، ومجد الدين ابن تيمية الحرّاني. فأما الشيخ موفق الدين: فهو تلميذ ابن المنّي، وعنه أخذ الفقه. وأما ابن تيمية: فهو تلميذ تلميذه أبي بكر محمد بن الحلاوي (٢).

وإنما سقت هذه التعليقة لبيان مكانة ابن المنِّي في إثراء الفقه الحنبلي بتخريج كثير من أعيان علمائه، على الرغم من عدم شهرته في التأليف.

* * *

٧٨ - العِراقي (٥٨٨ هـ)

هو أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد، أبو العباس، البغدادي، المعروف "بالعراقي".

ترجمه ابن رجب في "الذيل" (١/ ٣٧٦ - ٣٧٧).

له:


(١) المقصد الأرشد ٣/ ٦٣، والمنهج الأحمد ٣/ ٢٩٦، ووقع في "ذيل طبقات الحنابلة" (١/ ٣٦٠): وكان تعليقه الخلاف على ذهنه.
(٢) الذيل ١/ ٣٦٠.