للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإقتصار، وعزيت (١) أحاديثه إلى كتب أئمة الأمصار، ليكون الكتاب كافيًا في فنه عما سواه، مُقنعًا لقارئه بما حواه، وافيًا بالغرض من غير تطويل، جامعًا بين بيان الحكم والدليل" (٢).

• ما قيل في هذا الكتاب:

ورد ذكر "الكافي" في لامية الشيخ يحيى الصرصري المعروف بـ"حسان السُّنة" (ت ٦٥٦ هـ)، في سياقة مدح الموفق ابن قدامة، وكتبه، فقال:

وفي عصرنا كان الموفق حُجّة ... على فقهه ثَبتَ الأصول مُعوَّلي (٣)

كفى الخلق بـ"ـالكافي" وأقنع طالبًا ... بـ"ـمقنع" فقه عن كتابٍ مطوَّلِ

وأغنى بـ"ـمغني" الفقه من كان باحثًا ... و"عمدته" من يعتمدْها يحصِّل

و"روضته" ذات الأصول كروضة ... أماست بها الأذهان أنفاس شمأَلِ

تدل على المنطوق أو في دلالةٍ ... وتحمل في المفهوم أحسن محمَلِ

ولما نظم حسان السُّنة المذكور متن "الخرقي"، أعقب ذلك بمنظومة دالية أسماها "واسطة العقد الثمين وعمدة الحافظ الأمين" جاء في خاتمتها:

تخيرتها مما حوى ابن قدامة الـ ... موفق في"الكافي" تخيَّر مقتد

هُمَا لَقَبا صدق له ولجمعه ... بتوثيقه تُكْفَى الضَّلالَ وتهتدي

وقال الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع -رَحِمَهُ اللهُ-:

"ومن أنفع مؤلفاته -أي ابن قدامة- وأكثرها فائدة بعد "المغني"كتابه "الكافي" الذي نقدمه للقراء؛ لسهولة لفظه ووضوح معناه وكثرة مسائله" (٤).

• الأعمال التي تمت عليه:

تمت على "الكافي" أعمال متنوعة، منها: نظمه، وتخريج أحاديثه، واختصاره.


(١) يقال: عزيت، وعزوت. أي: نسبت.
(٢) الكافي ١/ ٤، ط. دار هجر.
(٣) وقع في "الذيل" (٢/ ١٤١): على فقهه بثبت الأصول محولي. والتصحيح من "المنهج الأحمد".
(٤) مقدمة طبعة المكتب الإسلامي "للكافي" ص (و).