للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عبد الله الخرقي -رَحِمَهُ اللهُ- لكونه كتابًا مباركًا نافعًا، ومختصرًا موجزًا جامعًا، ومؤلفه إمام كبير صالح، ذو دين، أخو ورع، جمع العلم والعمل، فنتبرك بكتابه، ونجعل الشرح مرتبًا على مسائله وأبوابه" (١).

• ويتمثل منهج ابن قدامة في"المغني" في: أنه يذكر المسألة من "مختصر الخرقي"، ويجعلها كالترجمة للبحث، ثم يأتي عليها شرحًا وتبيينًا، ويورد ما دلت عليه بمنطوقها ومفهومها ومضمونها، ثم يُتبع ذلك ما يشابهها مما ليس بمذكور في الكتاب، فتحصل المسائل كتراجم للأبواب (٢).

ويلتزم ابن قدامة في عناوين الكتاب وتراجمه ما في"مختصر الخرقي"، بحيث يقسم الكتاب كلَّه إلى مجموعة كتب، ككتاب الطهارة، وكتاب الصلاة .. ويقسم الكتاب الواحد إلى عدة أبواب، كباب الآنية وباب الحيض ... ويقسم الباب إلى عدة مسائل، كل مسألة يجعلها كالترجمة للبحث، كما مضى.

ثم إنه يورد المباحث والأحكام التي لم ينص عليها الخرقي تحت فصول غير مترجمة. فيقول مثلًا: فصل: وحكم المستحاضة حكم التيمم ... إلخ. فصل: يستحب أن يكون ابتداء تكبيره مع ابتداء رفع رأسه ...

• ويُعنى المؤلف بذكر الخلاف والأدلة في هذا الكتاب، وهو قبل أن يكون مصدرًا لمعرفة الخلاف، فهو مصدر لمعرفة الإجماع، إذ أخذ على نفسه -كما صرح في المقدمة- أن يبين في كثير من المسائل ما اختُلف فيه مما أجمع عليه.

قال الشيخ رشيد رضا -رَحِمَهُ اللهُ-، كما نقل عنه ابن بدران في تقدمته لطبعة كتاب "المغني" معا الشرح الكبير": "الفائدة الخامسة: إن الذي يقرأ الكتابين، أو يراجع المسائل فيهما، يقف على مسائل الإجماع، وهي الواجبة قطعًا على جميع المسلمين، فلا يسع أحدًا منهم ترك شيء منها إلا بعذر شرعي" (٣).


(١) المغني ١/ ٤ - ٥ ط. دار هجر، وقوله: فنتبرك بكتابه، مبالغة منه -رَحِمَهُ اللهُ- وسبق التعليق عليها وعلى مثلها من التبرك بالعلماء والصالحين في الجزء الأول ص ٤٥٠ - ٤٥١، فليراجع.
(٢) المغني ١/ ٥ - ٦.
(٣) مقدمة: "المغني" مع (الشرح الكبير) ص ١٨، ط. دار الكتاب العربي.