للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في دون شطر حجمه، مُقرًّا له غالباً على ما هو عليه من الترتيب، وإن كان ليس إلى قلبي بحبيب ولا قريب" (١).

ويمكن أن نستخلص من هذه المقدمة مميزات مختصر الروضة فيما يلي:

١ - سلك فيه مسلك الإيجاز، وهو فنّ بلاغي لا ينقاد إلا للنحارير، فحافظ على مضمون الأصل مع وجازة العبارة وقلة الألفاظ. والطوفي معدود من المتفنين المشاركين في علوم اللغة مشاركة واسعة، إلى جانب فني الأصول والجدل.

٢ - اشتماله على فوائد قيمة زائدة على ما في "الروضة" لا تقتصر على ناحية معينة، بل هي في كل مجال: في المتن، بإضافة قضايا ومسائل، وفي الإستدلال بإيراد بعض النصوص التي لم يتعرض لها صاحب "الروضة"، وفي نقل الخلاف وتحقيقه بتصويب عزو الآراء إلى أصحابها، وفي تعليل المسائل بذكر ما يمكن أن يكون دليلاً عليها أو علة لها.

٣ - سهولة العبارة ووضوح المعنى والتجافي عن الغموض والإبهام في المفردات والتراكيب، وهي ميزة لا توجد في غيره من المتون التي يصل الإيجاز في معظمها إلى حد الإلغاز.

٤ - متابعة ترتيب المسائل في المختصر لترتيبها في "الروضة" غالباً. كما أنه أسقط المقدمة المنطقية الموجودة في الأصل؛ معلّلاً هذا التصرف بقوله: "أني أنا لا أحقق ذلك العلم، ولا الشيخ أيضاً كان يحققه، فلو اختصرتها لظهر بيان التكليف عليها من الجهتين، فلا يتحقق الإنتفاع بها للطالب" (٢).

وقال عنه الحافظ ابن حجر: اختصره على طريقة ابن الحاجب، حتى إنه استعمل أكثر ألفاظ المختصر (٣).

• الأعمال التي تمت عليه:

له عدة شروح، منها:


(١) مختصر الروضة مع شرحه ١/ ٩٢ - ٩٦.
(٢) شرح مختصر الروضة ١/ ١٠٠ - ١٠١.
(٣) الدرر الكامنة ٢/ ١٥٤ - ١٥٧، المدخل لإبن بدران: ص ٤٦٢.