للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بما اطلع عليه من الأقوال والنقول، ويستوفي ذكر الروايات والوجوه إضافة إلى ما ذكره الخرقي، ويرجح منها ما ترجح عنده بما يسرده من الأدلة والحجج، ويحقق المسألة في الغالب تحقيقاً كافياً شافياً. ثم يذكر مفهوم كلام الخرقي وما يشير إليه وما يدخل تحته، فيشرح ذلك كغيره، ثم ينبه على بعض الأقوال التي قيلت أو نُقلت، وفيها خطأ أو لم يُعرف المراد بها، ثم يشرح غالبًا المفردات اللغوية التي تمر في الأحاديث أو في بعض النقول.

ويتميز هذا الشرح بالعناية البالغة بإيراد الأحاديث والآثار، واستقصائها غالبا مع ذكر مصادرها وعزوها إلى مخرجيها. ويمتاز عن "المغني" بالتوسع في شرح المسألة التي هي نص المتن، وإيراد الكثير من الأدلة والآثار والتعليلات والتوجيهات، وغير ذلك (١).

• الأعمال التي تمت عليه:

اختُصر، ونُقِّح:

١ - فقد اختصره مؤلفه، ذكر العليمي ذلك في "المنهج" (٥/ ١٣٧) وقال: لم يكمله، بقي منه قدر الرُّبع، وصل فيه إلى أثناء باب الأضاحي. اهـ. وذكر الشيخ محمد بن مانع في مقدمته لمختصر الخرقي أن غيره من الحنابلة أكمله، كما في "الضوء اللامع" للسخاوي، أن بعض المشايخ سعى في طبعه ونشره (٢).

٢ - ونقّحه المحب أحمد بن نصر الله، الكرماني، البغدادي (ت ٨٤٤ هـ). ويوجد هذا التنقيح على نسخة الخيال التي هي من جملة النسخ التي اعتمد عليها الشيخ الجبرين في التحقيق. وتوجد قطعة في مخطوطات الظاهرية رقم (٣٧٧٩) بعنوان "حواش على الزركشي" لمؤلف مجهول، وهي تحتوي على (٦٠) ورقة بخط أحمد بن حسن بن عبد الهادي، المقدسي. فلعلها من هذا الكتاب.


(١) مقدمة تحقيق شرح الزركشي ص ٤٩.
(٢) مقدمة تحقيق شرح الزركشي ص ٨٩. وقال ابن حميد في "السحب" (ص ٢٣٨): هذا الرجل الذي أكمل هذا الشرح، واسمه عمر بن عيسى، لا تعرف له ترجمة.