للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيصلِّي الإِمام كالعيد، ثم يخطب كأولاه مكثرًا من الصلاة على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والدعاء والاستغفار، ومستقبلًا في أثناء دعائه. فيدعو سرًّا، فيقول: "اللَّهُمَّ إنك أمرتنا بدعائك، ووعدتنا إجابتك، فقد دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا (١)، اللَّهُمَّ فامنن علينا بمغفرة ذنوبنا، وإجابتنا في سقيانا، وسعة أرزاقنا، اللَّهُمَّ اسقنا غيثًا، هنيئًا، مريئًا، مريعًا، نافعًا غير ضارًّ، عاجلًا غير آجل".

ويحول يمنةَ ردائه يسرةً، وكذا الناس، وينزعونه مع ثيابهم ويتطهَّرون من الغيث ويخرجون رحالهم ليصيبها.

فإن خافوا كثرته قالوا: اللَّهُمَّ حوالينا ولا علينا، ربنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به الآن.

وإن غار ماء بلد استسقوا، ويباح التوسل بالصلحاء (٢).


= مشكل المحرر": المجد ابن تيمية -وهو حاشية على المحرر- لابن مفلح: يعني إذا خرجوا يوم خروج المسلمين يفردون عنهم. . . وربما نزل الغيث فيكون أعظم لفتنتهم وربما اغترَّ بهم غيرهم، وقطع جماعة منهم صاحب "المستوعب" والتلخيص الأولى إفرادهم بيوم لئلا يظنون أن ما حصل من الغيث بدعائهم. المحرر (١/ ١٧٩)، "بحاشية النكت والفوائد السنية"، لابن مفلح.
(١) متفق عليه.
(٢) قوله: "ويباح التوسل بالصلحاء"، لم يذكر ذلك في المحرر، وهو زد (٢٥) عند الأدمي، والمراد بذلك أن يطلب من أحد الصالحين الأحياء أن يدعو لهم. قال العلامة ابن سعدي: التوسل بالذوات فهذا لم يرد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا عن أحد من الصحابة رضي اللَّه عنهم وهم أولى الناس بذلك، ولكنهم رضي اللَّه عنهم تصيبهم النوائب فلا يقول أحد منهم: اللَّهُمَّ أسالك بجاه نبيّك، أو بحق نبيك، أو نحو ذلك، بل لما استسقى عمر بالعباس، قال: "اللَّهُمَّ إنا كنا نتوسَّل إليك بنبيّنا فتسقينا -أي: لما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نأتي إليه ونطلب منه أن يدعو اللَّه لنا- =

<<  <   >  >>