للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن بان كذبُهم رجع عليهم. وتؤخذ من نصارى بني تغلب (١) مطلقًا مِثْلي زكاة مسلم، وتصرف كالجزية. وإن سال أهل جزية أداء مثلهم أجيبوا. وتؤخذ بحكمنا في نفس ومال وعرض وَحَدّ.

ويميز في شعر، وكنى، ولباس، ومركوب، ولا يُصدَّروا، ولا يُعادوا، ولا يسلم عليهم، وإن سَلَّموا: قيل وعليكم (٢). ويمنعوا إحداث كنيسة ورمها (٣)، ومِنْ تساوي بناء مسلم، فإن ملكوه منه عاليًا أقر، فإن انهدم لم يُعَد عاليًا، ومِنْ إظهار خمر، وضرب ناقوس، وعيد ورفع صوت بتوراة


(١) قوله: "نصارى بني تغلب"، قال في الغاية: ونصارى العرب ويهودهم ومجوسهم من بني تغلب وغيرهم كمن تنصر من تنوخ وبهرا، أو تهود من كنانة وحمير، أو تمجس من بني تميم ومضر لا جزية عليهم ولو بذلوها، ويؤخذ عوضها زكاتان من أموالهم مما فيه زكاة، وفي الشرح الكبير: بنو تغلب بن وائل من العرب من ولد ربيعة بن نزار انتقلوا في الجاهلية إلى النصرانية، دعاهم عمر رضي اللَّه عنه للجزية فأبوا وأَنِفُوا، وقالوا: خذ منا كما يأخذ بعضكم للصدقة (١٠/ ٤٠٦).
(٢) قوله: "وإن سلموا"، قيل: وعليكم، من حديث أبي بصرة: قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنا غادون إلى يهود فلا تبدأوهم بالسلام فإن سلموا فقولوا: وعليكم"، أخرجه ابن ماجه (٢/ ١٢١٩)، وأحمد (٦/ ٣٩٨)، وهو حديث حسن، وانظر: منار السبيل (١/ ٣٠٣)، والإِنصاف (١٠/ ٤٥٢)، وقال هذا المذهب، وقال في نظم المفردات (ص ١٤٨):
إذا أخذت من نصارى تغلب ... مثلي زكاة مسلم بالنصب
فخذ من الصبي والمجنون ... كنسوة واضرب عن المجون
(٣) قوله: "ورمها" بتشديد الميم، قال في المصباح: رممت الحائط أصلحته (ص ٢٣٩)، وفي المحرر: لهم رم سعتها دون بنائها إذا انهدمت (٢/ ١٨٦)، قال في نظم المفردات، (ص ١٥١):
كنيسةٌ مذ هدمت يمتنعُ ... بناؤُها الْحق إليهِ يُرجَعُ

<<  <   >  >>