للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي عهد السلطان نور الدين زنكي شاع المذهب الحنفي في بلاد الشام، ثم شاع المذهب الشافعي في عهد صلاح الدين الأيوبي. وفي عهد سلطنة الملك الظاهر بيبرس البندقداري ولي في مصر أربعة قضاة هم: شافعي، مالكي، حنفي، وحنبلي. وكان أول من ولي القضاء بدمشق من الحنابلة الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي الصالحي، وهو من مشايخ شيخ الإِسلام أحمد بن تيمية، توفي سنة ٦٨٢ هـ. وقد شاع المذهب الحنبلي في العراق في عهد الإِمام أحمد وتلاميذه.

[المدارس في بلاد الشام]

[مدارس الحنابلة]

من المدارس الحنبلية في بلاد الشام ما يأتي:

المدرسة الجوزية (١):

أنشأها محيي الدين ابن الشيخ جمال الدين ابن الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي (٥٨٠ - ٦٥٦ هـ)، وكتب على عتبة بابها: "هذا ما وقف الصاحب محيي الدين ابن الجوزي على مذهب الإِمام أحمد بن حنبل رضي اللَّه عنه. . . "، وذلك في أيام الملك الصالح عماد الدين، وصاحبها هو ابن العلامة ابن الجوزي، وصار محيي الدين أستاذ دار المعتصم باللَّه، وقد قتل هو والخليفة المستعصم في سنة ٦٥٦ هـ على يد هولاكو (٢).

وممن درَّس بها شرف الدين حسن المقدسي (٦٠٥ - ٦٥٩ هـ)، ونجم الدين بن قدامة (٦٥١ - ٦٨٩ هـ)، وشرف الدين بن قدامة (٦٣٦ - ٦٩٥ هـ)، وتقي الدين سليمان بن حمزة حفيد ابن قدامة المقدسي (٦٢٨ - ٧١٥ هـ)،


(١) النعيمي (٢/ ٢٩)، ابن بدران، "منادمة الأطلال" ص ٢٢٧.
(٢) انظر: قصة قتله مع المستعصم باللَّه بسبب غدر ابن العلقمي الوزير الرافضي، "منادمة الأطلال"، ع ٢٢٨ - ٢٢٩.

<<  <   >  >>