للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عَلَيْه غَضْبَانُ» (١) أحْمَدُ.

* * *

- ومِثْلُ هذا التَّبَخْتُرِ، والخُيَلاءِ، والعُجْبِ حَاصِلٌ ومُشَاهَدٌ في مُسَابَقَةِ «شَاعِرِ المَلْيُوْن»، وذَلِكَ عِنْدَما يَقُومُ الشَّاعِرُ (النَّبَطِيُّ) بإلْقَاءِ قَصِيْدَتِهِ العَامِيَّةِ النَّبَطِيَّةِ، وهُوَ في حَالَةِ زَهْوٍ وتَفَاخُرٍ وعُجْبٍ ... كُلُّ ذَلِكَ مِنْهُ أمَامَ جَمْهُوْرِهِ وقَبِيْلَتِهِ وبَنِي قَوْمِهِ، وهُمْ في أوْجِ الحَفَاوَةِ والإطْرَاءِ عِنْدَ دُخُولِ شَاعِرِهِم، وإلْقَاءِ قَصِيْدَتِهِ (العَصْماء!)، لاسِيَّما عِنْدَ صُعُودِهِ لأخْذِ (سَنَدِ المَلْيُوْنِ)، أو حَمْلِ البَيْرَقِ ـ زَعَمُوا! ـ

فإنْ تَنْجُ مِنْها تَنْجُ مِنْ ذِيْ عَظِيْمَةٍ ... وإلاَّ فإنِّي لا إخَالُكَ نَاجِيًا

* * *

- يُوَضِّحُهُ: أنَّ الصَّحَابِيَّ أبا دُجَانةَ سِمَاكَ بنَ خَرَشَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الخُيَلاءِ، والزَّهْوِ في مَشْيَتِه عِنْدَ النِّزَالِ، وذَلِكَ لمَّا قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يَأخُذَ هَذَا السَّيْفَ بِحَقَّه»، فَقَالَ أبُو دُجَانَةَ:


(١) أخْرَجَهُ أحمَدُ (٢/ ١١٨)، والحَاكِمُ (١/ ٦٠)، وقَالَ: صَحِيْحٌ على شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، ولَمْ يُخَرِّجَاه، وقَالَ الذَّهَبِيُّ: صَحِيْحٌ على شَرْطِ مُسْلِمٍ.

<<  <   >  >>