للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال بعض المالكية: يصح اتصاله بالنية وانقطاعه لفظًا، فيدين. وعن أحمد في اليمين يصح منفصلًا في زمن يسير، ولم يختلط كلامه بغيره. وعنه: وفي المجلس، واختاره الشيخ، وروي عن الحسن (١)، وعطاء (٢)، وقيل: ما لم يأخذ في كلام آخر. وفي المبهج: ولو تكلم. وقيل: في القرآن خاصة. وقال الشيخ: يجب إجراء روايتي اليمين في جميع صِلات الكلام المغيرة له من تخصيص، وتقييد. وجَوَّزه في الجزاء مع الشرط، والخبر مع المبتدأ بزمن يسير.

وتشترط نية الاستثناء قبل تمام المستثنى منه عند أكثر أصحابنا، والأكثر، وقطع أبو الفرج، والمُوَفَّق، والسَّامُرِّي (٣).

وبعده قبل فراغه، زاد الشيخ: لا يضر فصل يسير بنية واستثناء. وقيل: من أول الكلام.


(١) هو: أبو سعيد، الحسن بن يسار البصري، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر بالمدينة سنة (٢١ هـ)، وهو من كبار التابعين، وكان إمام أهل البصرة، وحبر الأمة في زمنه، وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك، له مع الحجاج بن يوسف مواقف، وقد سلم في أذاه. توفي سنة (١١٠ هـ). راجع ترجمته في: الطبقات الكبرى (٧/ ١٥٦ - ١٧٨)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٦٣ - ٥٨٨).
(٢) هو: أبو محمد، عطاء بن أبي رباح القرشي الجندي، من فقهاء التابعين بمكة، حدث عن جماعة من الصحابة، وأرسل عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان من أوعية العلم. توفي سنة (١١٥ هـ). راجع ترجمته في: طبقات الفقهاء ص (٥٧)، وفيات الأعيان (٣/ ٢٦١ - ٢٦٣)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٧٨ - ٨٨).
(٣) هو: نصير الدين، أبو عبد اللَّه، محمد بن عبد اللَّه بن الحسين، السامُرِّي (نسبة إلى سامُرَّاء) الفقيه الحنبلي، يعرف بابن سُنَيْنة، ولد بسامُرَّاء سنة (٥٣٥ هـ)، وولي القضاء بها مدة، ثم ولي القضاء والحسبة ببغداد، وتوفي بها في رجب سنة (٦١٦ هـ). من تصانيفه: "المستوعب" في الفقه، و"الفروق"، و"البيان" فِى الفرائض. راجع ترجمته في: ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ١٢١ - ١٢٢)، شذرات الذهب (٣/ ٧٠ - ٧١).

<<  <   >  >>