للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالإسلام، وأن ذلك رُبَّما نفَّرهم عنه بعد الدخول فيه".

وكذلك إن كان عقل السائل لا يحتمل الجواب عمَّا سأل عنه، وخاف المسئول أن يكون فِتْنَة له، أمسك عن جوابه (١).

ثالثًا: متى يصير التَّرْكُ بدعة (٢)؟

ترك ما أحلَّه الله - تعالى - يصير بدعة ضلالة في حالتين:

الحالة الأولى: أن يعتقد تحريم فعل ما أحلَّه الله.

والأصل في ذلك: التحريم الواقع من الكفار؛ كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام؛ كما ورد ذلك في قوله - تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [المائدة: ١٠٣].

ومن الأمثلة على ذلك:

١ - اعتقاد تحريم التمتع بالطيبات.

٢ - اعتقاد حُرْمة جميع ما يُصنع ويأتي من بلاد الكافرين, من أطعمة وألبسة وغيرها.

٣ - اعتقاد حُرْمة بعض المخترعات العصرية, كالوسائل الكهربائية.

والحالة الثانية: أن يقترن بِتَرْك فِعْل ما أحَلَّه الله قصد


(١) إعلام الموقعين (٤/ ١٥٧، ١٥٨).
(٢) انظر الاعتصام (١/ ٤٢ - ٤٥) والإبداع ص (٥١ - ٥٣).

<<  <   >  >>