للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحذف لدليل (١)، أو يقدَّر المتعلق مثنىً.

(وعلى آله) أي: أتباعه، قدَّمهم وأتى بـ (على) لقولهِ صلى الله عليه وسلم في تعليم الصلاة عليه: " قولوا: اللهمَّ، صَلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ " (٢)، على أنَّه عطفٌ على ضميرِ خفضٍ (٣).

(وصَحبِه) الذين اجتمعوا به، عطفٌ خاصّ لشرفِه.

(الذينَ خُصُّوا) تخصيصاً نَسْبيّاً، صفة للصَّحْبِ، ويحتملُ حذفُ مثلِه من " الآل " (٤).

(بدقائقِ العلوم) مِن إضافةِ الصفةِ، أو على معنا " مِن " (٥).

وأصلُ العلم: الإدراكُ، لأنه مصدرٌ، ويُطلقُ حقيقةً عُرفيةً على المَلَكاتِ والقواعدِ، و (مِنْ) في قوله: (مِن التَّأَمُّلِ) تعليليةٌ، أو ابتدائية (في آياتِ) جمعُ آية، يحتملُ أنَّ المرادَ بها الجملة من القرآن المُعبَّر عنه بـ (الفُرقان) لِفَرقِه بين الحقِّ والباطلِ، ويُحتملُ أنَّها بمعنى مُطلقِ العلامة، والفرقانُ بمعنى مطلقِ فارق، على حَدِّ: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}.

ثم دعا بالرِّضا لمن اندرجَ في المتقدِّم، لأنَّ مقامَ الدعاء يقتضي الإطنابَ، أو أنه أراد بـ (الآل) سابقاً الأقاربَ، فقال:


(١) أي: حذف المتعلق الثاني لدلالة المتعلق الأول عليه، فلم تعد المسألة من باب التنازع.
(٢) البخاري (٣٣٧٠)، مسلم (٤٠٥).
(٣) أي: عطف (وعلى آله) على الضمير الظاهر المنخفض في (عليه) وهو جائز على قول.
(٤) وعليه: يشمل التخصيص بهذا الوصف الآل والصحب معاً.
(٥) فالتقدير: (بعلومِ الدقائقِ) أو (بدقائق من العلوم).

<<  <   >  >>