للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه إمكان النزول قبل الوصول إلى المنازل الملائمة لنزول الطائرة، فلا يتصور فيه إمكان النزول حتى يرخص له التفادي عنه بالإحرام في الطائرة، ولأن الإحرام في الطائرة مشقة ومضرّة، لشدة برودة الجو، ويحتاج إلى التدثر بالثياب، وفي الغالب لا يوجد في ثياب الإحرام ما يصلح للتدثر.

وأما موقع الإحرام في صورة من لا يحرم حتى ينزل إلى البر، ففي شرح الحطاب عن سند: لا يرحل الحاج عن جدة إلا محرماً، لأن جواز التأخير إنما كان للضرورة، وهل يحرم إذا وصل البر، أو إذا ظعن من جدة؟ الظاهر إذا ظعن، لأن سنة من أحرم وقصد البيت أن يتصل إهلاله بالمسير. اهـ. (١).

٥ - وجهُ تحريم وصل الشعر أو الباروكة

هذه قضية لم يسأل عنها الإمام الأكبر ليفتي فيها برأي، وإنما هي من الموضوعات التي تناولها في تفسيره (٢)، ونبّه عليها في مقاصده (٣).

وقد اشتهرت بين الناس الأحاديث الخمسة التي صدّر بها ابن حجر تفسيره للباب ٨ باب وصل الشعر، من الكتاب ٧٧ كتاب اللباس من فتح الباري (٤).

وهي حديث معاوية الذي يقول فيه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) نشرت هذه الفتوى بعد وفاة الإمام. الهداية: ٥/ ٢، ذو القعدة ١٣٩٧/ نوفمبر ١٩٧٧: ٢١.
(٢) محمد الطاهر ابن عاشور. التحرير والتنوير: ٥/ ٢٠٥ - ٢٠٦.
(٣) محمد الطاهر ابن عاشور. مقاصد الشريعة: ٢٦٩.
(٤) ابن حجر. فتح الباري: ١٠/ ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>