للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول ذي الرمة:

بها كلّ خَوّار إلى كلّ صعلة ... ضهول ورفض المذرعات القراهب

ومنه في قول عنترة:

جادت عليها كلّ بكر حرّة ... فتركن كلّ قرارة كالدرهم

سجّاً وتسَاباً فكلّ عشيّة ... يجري عليها ماء لم يتصرّم

ومثل هذا ما دار في المخاطبات من مثل قول الشاعر:

كلّ يوم تبدي صروف الليالي ... خُلقاً من أبي سعيد غريبا

فمجيء استعمال "كلّ" للكثرة كثير. وهذا ما يوجب إثبات هذا المعنى في دواوين اللغة اقتداء بصاحب القاموس. والإصلاح الذي ينبغي أن يلحق عبارة الفيروزآبادي في تعريف "كل": بمعنى الكثير، أراد بالبعض: البعض المقارب للشمول في الكثرة (١).

ففي مجال علوم العربية: لم يترك الإمام الأكبر فيه شيئاً من المقالات أو الكتب فوق ما قدّمناه. وقد مثّل لذلك بموضوعات بَحَثَها في علمي النحو والاشتقاق في غضون تفسيره. ولم تذكر التراجم له سوى تحقيقه للمقدمة النحوية التي وضعها أبو محرز خلف بن حيّان الأحمر الراوية واللغوي المعروف، معلم أهل البصرة وشيخ الأصمعي. وقد عُدَّ هذا الكتاب فيما تركه من مخطوطات ولم نعثر عليه. وهو يحتاج إلى بحث خاص في خزانة آل عاشور لعلنا نتمكن من معرفته والإفادة منه.

وفي علوم البلاغة: نضيف إلى الإلماعات التي ذكرناها قبلُ


(١) المجلة الزيتونية: ٢/ ٩، ٧٦ - ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>