للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخاطبهم بما تدركه عقولهم من المعاني والألفاظ، وحملهم الرسالة، وأمرهم بالتبليغ والدعوة.

ولا يقتصر الباحث على بيان المحاسن والعادات الحميدة بل لا بد من معرفة المفاسد والتقاليد الجاهلية التي كانت سائدة بينهم، لمعرفة معالجة القرآن الكريم لها، سواء في العقيدة أم في الأحكام، وقد تكون هذه الأمور سببًا من أسباب النزول التي تلقي الضوء على النص وفهمه.

٤ - وجوب معرفة اللغة العربية ودراستها؛ لأن فهم القرآن الكريم والانتفاع منه والاستدلال به يتوقف على معرفة اللغة، وما يتعلق بها من المعاني والعبارات والصيغ والقواعد التي بحثها الأصوليون، وأصبحت جزءًا من علم أصول الفقه (١).

قال الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى: لأنه لا يعلم من إيضاح جمل الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب، وكثرة وجوهه، وجماع معانيه، وتفرقها، ومن علمه انتفت عنه الشبه التي دخلت على من جهل لسانها (٢).

٥ - الاعتماد على السنة في فهم كتاب الله، وقد ظهر لنا هذا في أوجه الكمال في القرآن الكريم، وأنه لا يمكن فهم القرآن الكريم وتطبيقه إلا بعد معرفة السنة، وأن العمل بالسنة هو عمل بالكتاب، كما سيأتي، وأن السنة هي بيان للقرآن الكريم (٣).


(١) أصول الفقه الإِسلامي، شاكر الحنبلي: ص ٤٨، مصادر التشريع الإِسلامي، ص ٦٠، أصول الفقه، الخضري: ص ٢٣١، أصول التشريع الإِسلامي: ص ٢٨، الموافقات: ٣ ص ٢٢٥، ٢٢٩، ٢٤٣، منهاج الوصول، البيضاوي: ص ١٦، الرسالة: ص ٤٢، نهاية السول: ١ ص ٢٠٤، أصول الفقه، أبو النور: ١ ص ١٩٥، الموافقات: ٢ ص ٤٥، ٣ ص ٢٢٦.
(٢) الرسالة: ص ٥٠.
(٣) الرسالة: ص ٣١، ٣٢، الموافقات: ٣ ص ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>