للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المراجعة، واتصل بجميع علماء المدينة، وأخذ عنهم، واستفاد مما عندهم.

فأخذ من المدينة السُّنَّةَ وما يتعلق بها، وما أخرجته من علم، وأتقن علوم الحديث، فدافع عن السنة، وبيَّن مكانتها من القرآن الكريم، وردَّ شبه المنحرين عنها حتى لقب بناصر السنة، أو ناصر الحديث (١).

٣ - خرج الإمام الشافعي من مكة إلى البادية، ولزم هذيلًا (٢)، يتعلم كلامها، ويأخذ اللغة عنها، وكانت أفصح العرب، فاستفاد منها -مع كونه عربيًّا وقرشيًّا- المعرفة الواسعة باللغة والشعر، حتى أصبح الإمام الشافعي حجة في اللغة، ونقل عن الأصمعي شعر الهذليين كاملًا وشعر الشنفرى (٣)، واكتسب الشافعي فصاحة اللسان، وجودة النطق، وأخذ اللغة العربية من ينابيعها، وفهم أسرارها، وأدرك مرامي ألفاظها وعباراتها وأسلوبها، فساعده ذلك على تفهم معاني القرآن والسنة، وأفاده قوة في التعبير، ورصانة في الأسلوب (٤).

٤ - سافر الإمام الشافعي في سبيل طلب العلم إلى العراق، وأخذ عن


(١) مناقب الشافعي، الرازي: ص ٧، ١٠، الإمام الشافعي، الجندي: ص ٩١، محاضرات أستاذنا الشيخ جاد الرب في دبلوم الفقه المقارن عن الإمام الشافعي: ص ٧، الشافعي، أبو زهرة: ص ١٤٣، الرسالة ص ٦.
(٢) هذيل قبيلة من القبائل العربية التي أعرقت في الشعر، والنسبة لها هُذَلي، وهذيل رجل من مضر.
(٣) قال الأصمعي: صححت أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس، انظر مناقب الشافعي، البيهقي: ٢ ص ٤٤، ٤٧، الإمام الشافعي، الجندي: ص ٤٧، ٧٠، محاضرات جاد الرب: ص ١٣.
(٤) قال الجاحظ: نظرت في كتب هؤلاء النبغة، الذين نبغوا في العلم، فلم أر أحسن تأليفًا من المطلبي، لسانه ينشر الدر، (انظر الإمام الشافعي، الجندي ص ٧٠، مناقب الشافعي: ٢ ص ٥١، مغيث الخلق في بيان الأحق، الجويني: ص ٣٤)، ونقل عنه صاحب القاموس المحيط كلمة "النذارة" بمعنى الإنذار.

<<  <  ج: ص:  >  >>