للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المهتدون))، فوعدهم سبحانه بعد صلاته عليهم؛ بأن يرحمهم ويهديهم، ومع اختلاط الأمور في الفتن ما أحوج الناس إلى رحمة الله وهداه .. جعلنا الله من أهل هداه ورحمته.

وعلى كل حال: فالصبر مطية لا تكبو، وصارم لا ينبو، من استعصم به عصم، ومن تمسك به هدي .. والله المستعان.

ثانيًا: العلم: ولذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه من علامات الساعة فقال: ((من أشراط الساعة: أن يقل العلم، ويظهر الجهل)).

وقد شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - الفتن (بقطع الليل) وليس أي ليل بل الليل (المظلم) الذي لا قمر فيه ولا ضياء، فالساري فيه على شفى هلكة إن لم يكن معه ما يبصر به مواقع قدمه، ومجاهل طريقه؛ وهو في حال الفتن: العلم؛ فإنه كاشف لها مبين لحالها وأهلها.

وكلما زاد علم الإنسان بربه ودينه؛ زادت بصيرته واطمأن قلبه، قال حذيفة رضي الله عنه: (لا تضرك الفتنه ما عرفت دينك، إنما الفتنة إذا اشتبه عليك الحق والباطل).

والمراد بالعلم هنا: هو العلم الشرعي الصحيح المبني على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، إذ فيها النجاة أبدا، ولذا سمى الله تعالى كتابه نورا فقال: {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا} وقال: {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير} وقال: {فالذين ءآمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}.

وسماه بصائر فقال: {فد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ} وقال: {هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون}.

وأمر بطاعة رسوله فيما أمر به ونهى عنه فقال: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وقال: {من يطع الرسول فقد أطاع

<<  <   >  >>