للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما أقر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دخول نُعيم -رضي اللَّه عنه- بجوار قومه في مكة، حيث كان إسلامه قبل عمر -رضي اللَّه عنه- وكان يكتم إسلامه، ولكنه لم يهاجر إلا قبيل فتح مكة؛ لكونه لما أراد أن يهاجر تعلق به قومه وقالوا له: أقم ودن بأي دين شئت؛ لأنه كان يُنفق على أرامل بني عدي وأيتامهم، حتى كانت سنة ست فقدم مهاجرًا إلى المدينة ومعه أربعون من أهله، فاعتنقه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال له: (يا نعيم إن قومك كانوا خيرًا لك من قومي)، قال: بل قومك خير يا رسول اللَّه، قال: (إن قومي أخرجوني، وإن قومك أقروك)، فقال نعيم: يا رسول اللَّه إن قومك أخرجوك إلى الهجرة, وإن قومي حبسوني عنها (١).

* * *


(١) واسمه: نعيم بن عبد اللَّه بن أسيد بن عدي بن كعب القرشي المعروف بالنحام، والنحمة بفتح النون وإسكان المهملة الصوت، وقيل: السعلة، وقيل: النحنحة، وكانت هجرته عام خيبر، وقيل: بل هاجر في أيام الحديبية، وقيل: إنه أقام بمكة حتى كان قبل الفتح، واستشهد -رضي اللَّه عنه- في فتوح الشام زمن أبي بكر أو عمر، قيل: بأجنادين، وقيل: باليرموك، انظر: فتح الباري، ٥/ ١٦٦، والإصابة في تمييز الصحابة، ٦/ ٤٥٨ - ٤٥٩، والطبقات الكبرى، ٤/ ١٣٨، المستدرك، ٣/ ٢٩٠، والاستيعاب، ٤/ ١٥٠٨.

<<  <   >  >>