للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - النهي عن مجالسة الكفار وأصحاب المعاصي المستهزئين بالإسلام وأحكامه، قال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} (١)، "نهى اللَّه عن مجالسة الكفار الذين يكفرون بحجج اللَّه وآي كتابه ويستهزئون بها، حتى يخوضوا في حديث غيره" (٢)، "أي إنكم إذا جلستم معهم وأقررتموهم على ذلك فقد ساويتموهم فيما هم فيه" (٣)، وقال القرطبي: "وإنما كانت الرخصة قبل الفتح وكان الوقت وقت تقية" (٤).

ونوقش: بأن المشارك لا يخوض معهم، بل الواقع أنه يمنعهم من الخوض، وسبب الرخصة قبل الفتح كان الضعف، وهو متحقق اليوم في ظل عدم وجود حكم إسلامي.

٣ - الأمر باعتزال أمر العامة في زمن الفتنة، فعن عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنهما- قال: كنا نحن حول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جلوسًا إذ ذكر الفتنة أو ذكرت عنده، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إذا رأيت الناس قد مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ، وكانوا هكذا وشبك بين أنامله)، فقمت إليه، فقلت: كيف أفعل يا رسول اللَّه؟ جَعَلَنِي اللَّه فداك، قال: (الْزَمْ بَيْتَكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ) (٥).


(١) سورة النساء، الآية [١٤٠].
(٢) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ٥/ ٣٢٩.
(٣) تفسير القرآن العظيم، ٢/ ١٤٥.
(٤) الجامع لأحكام القرآن، ٧/ ١٥.
(٥) أخرجه أبو داود، كتاب الملاحم، باب الأمر والنهي، ٤/ ١٢٤، رقم: ٤٣٤٣، ومسند أحمد بن حنبل، ٢/ ٢١٢، رقم: ٦٩٨٧، والمستدرك على الصحيحين، ٤/ ٣١٥، رقم: ٧٧٥٨، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

<<  <   >  >>