للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم من عرف الاضطرار بأنه: "الضرر الذي يصيب الإنسان من جوع أو غيره ولا يمكنه الامتناع منه" (١). "واضطره بمعنى ألجأه إليه وليس له منه بد، والضرورة اسم من الاضطرار" (٢)، فالاضطرار هو الوقوع في الضرورة. ومن الفقهاء من عرف المضطر بأنه المكره (٣)، أو المكلف بالشيء، الملجأ إليه المكره عليه (٤)، ويوضح ابن رشد رحمه اللَّه (٥) سبب هذا بقوله: وذلك أن المكره يشبه من جهة المختار، ويشبه من جهة المضطر المغلوب (٦).

جاء في شرح مجلة الأحكام: "معنى الاضطرار هنا الإجبار على فعل الممنوع، والاضطرار على قسمين:

أحدهما: ينشأ عن سبب داخلي، يقال له: (سماوي) كالجوع مثلا.


(١) أحكام القرآن للجصاص، ٢/ ٤٤٢
(٢) المصباح المنير، ص ٣٦١.
(٣) قال ابن حزم في المحلى: "أَمَّا المُكْرَهُ - فَإِنَّهُ مُضْطَرٌّ"، ١١/ ٣٧٢، وقال في عون المعبود: "وَالمُرَاد مِنْ المُضْطَرّ: المُكْرَه", ٩/ ١٦٨.
(٤) لباب التأويل في معاني التنزيل (تفسير الخازن)، علي محمد البغدادي المعروف بالخازن، ضبطه: عبد السلام محمد شاهين، بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤١٥ هـ، ١/ ١٣٥.
(٥) محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي القرطبي، أبو الوليد، ولد سنة ٥٢٠ هـ قبل موت جده بشهر، العلامة الفيلسوف عني بكلام أرسطو وترجمه إلى العربية، صنف نحو خمسين كتابًا، منها: التحصيل، والحيوان، وتهافت التهافت، يلقب بابن رشد الحفيد تمييزًا له عن جده، توفي جده رحمه اللَّه سنة ٥٩٥ هـ، انظر ترجمته: سير أعلام النبلاء، ٢١/ ٣٠٧ - ٣١٠، والأعلام، ٥/ ٣١٨.
(٦) بداية المجتهد ونهاية المقتصد، محمد بن أحمد بن محمد بن رشد، بيروت: دار الفكر، ط ١، د. ت، ٢/ ٢٩٧.

<<  <   >  >>